في عام 1824، طلب الأمير فيلهلم من بروسيا عرضا توضيحيا للعبة معقدة سمع عنها من معلمه العسكري. هذه اللعبة، المعروفة باسم "كريغسشبيل" (لعبة الحرب)، اختُرعت قبل بضعة عقود كنسخة أكثر واقعية من الشطرنج من الناحية العسكرية. فبدلا من المربعات العادية، كان اللوح عبارة عن خريطة مفصلة لساحة معركة حقيقية. ومثلت الكتل الخشبية التشكيلات العسكرية المختلفة، بينما حاكى كل دور في اللعبة دقيقتين من القتال في ساحة المعركة. كانت الأضرار تُحسب عبر رمي نرد خاص واستخدام جداول تسجيل نقاط تعتمد على الاحتمالات، مستندة إلى إحصائيات الإصابات من المعارك التاريخية. استغرقت اللعبة أسبوعين للعب، وخلال هذه الفترة كان يجب إبعاد جميع القطط عن المنطقة المجاورة لتجنب العبث بالقطع.
أُعجب الأمير فيلهلم باللعبة، وأصدر أوامره بأن يتعلمها كل ضابط بروسي. أتاحت هذه اللعبة الفرصة لتجربة تكتيكات جديدة حتى في زمن السلم، مع تحديث القواعد بانتظام لتشمل الأسلحة والإحصائيات الجديدة. وعندما أصبح فيلهلم ملكا، اعتُبِر النصر السريع وغير المتوقع لبروسيا في الحرب الفرنسية البروسية عام 1871 نتيجة لهذه المحاكاة المتقنة.
الألمان ولعبة الحرب
بحلول زمن الحرب العالمية الأولى، استخدمت "لعبة الحرب" للتنبؤ بموعد نفاد الذخيرة لدى الكتائب الألمانية، مما أتاح إعادة الإمداد في الوقت المناسب، وهو ما يُعرف الآن بتنبؤ سلسلة الإمداد. وبين الحربين العالميتين، استخدم المخططون الألمان اللعبة لتطوير تكتيكات الحرب الخاطفة ("بليتزكريغ") ومحاكاة غزو تشيكوسلوفاكيا. وعندما غزا هتلر روسيا، اعتمد كلا الجانبين على اللعبة للتنبؤ بكيفية تطور الحملة.