بعد المناظرة الرئاسية الأميركية الكارثية قبل أسبوعين، أجريت محادثة مع والديّ في سوريا على الهاتف، وهما مدرسان متقاعدان للمرحلة الابتدائية وفي الثمانينات من عمرهما. ولكونهما من المتابعين بتوجس للأخبار الدولية والسياسة الأميركية مثل كثير من السوريين والعرب، أعربت والدتي عن استغرابها بسبب افتقار الرئيس بايدن إلى التماسك أثناء المناظرة. وقالت: "بالرغم من أنني قد لا أتفق مع سياسات ترمب، فإنه تواصل بشكل أفضل خلال المناظرة. على الأقل كنا قادرين على فهم وجهات نظره. أما بالنسبة لبايدن، فقد كان من الصعب فهم رسالته".
بعد عودتي من مهمة طبية في غزة، التقيت الرئيس بايدن في الثاني من أبريل/نيسان من هذا العام لإطلاعه على الأزمة الإنسانية هناك.
كان فريقنا المكون من ستة أميركيين مسلمين من القادة والعاملين في المجال الإنساني قد دُعي لعقد اجتماع خاص مع الرئيس ومع نائبته هاريس وفريق الأمن القومي في البيت الأبيض. واستمر اللقاء لمدة ساعة ونصف الساعة.
عندما كنت أعمل في غزة كجزء من مهمة طبية رتبت لها منظمة "ميد غلوبال" الطبية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، قطعت وعدا للزملاء والمرضى الفلسطينيين بإيصال أصواتهم إلى أعلى المستويات في حكومة الولايات المتحدة.
وفي اجتماع البيت الأبيض، ناشد فريقنا المكون من ثلاثة أطباء يمثلون منظمتي (ميد غلوبال)، الرئيس بايدن بإلحاح لوقف الحرب والهجمات على المستشفيات، وزيادة المساعدات الإنسانية، ومنع الهجوم الإسرائيلي المدمر على رفح.
وقدمت صورا تُدمي القلب لأطفال يخضعون للإنعاش على أرضية غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر في خان يونس، حيث عملت مع فريق "ميد غلوبال" ونظرائنا الفلسطينيين.