قبل أربع سنوات، أعاقت جائحة "كوفيد-19" سلاسل الإمداد العالمية، فتسببت في إحداث نقص في كل شيء، من رقائق أشباه الموصلات إلى مراوح الهواء. وأدت الحرب والجفاف إلى اضطرابات في أسواق السلع. وأحدثت عمليات الإغلاق الموقتة والابتعاد الدائم عن المكاتب إلى تغيير أنماط الشراء لدى المستهلكين. ووجدت الأسر أن لديها وفرة من أموال التحفيز الحكومية.
وأدى ضيق سوق العمل إلى ارتفاع الأجور. وتضافرت تلك العوامل معا لتجعل لدى الأسر مزيدا من المال الذي تنفقه في حين كان العرض محدودا - واستغلت الشركات ذلك، فارتفعت أسعار كل شيء، دفعة واحدة. وأصبح التضخم المشكلة الاقتصادية المركزية في الحياة الأميركية للمرة الأولى منذ ثمانينات القرن العشرين.
الآن انخفض معدل التضخم السنوي من أكثر من 9 في المئة إلى ما يزيد قليلا على 3 في المئة. وبدأ تجار التجزئة في إجراء خفوضات كبيرة في الأسعار تحظى بتغطية إعلانية جيدة، سعيا لتحقيق الإيرادات باجتذاب الزبائن بدلا من تقاضي أسعار أعلى منهم. هكذا يروج "برغر كينغ" و"ماكدونالدز" لوجبات كبيرة سعرها 5 دولارات، وتخفض "تارغت" و"مايكلز" و"جيان" و"أمازون" و"والغرينز" أسعار عشرات الآلاف من السلع التي يتكرر شراؤها مثل الحفاضات وطعام القطط.