في حوار امتد لنحو 20 دقيقة، قام جورج ستيفانوبولوس، بمواجهة الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة 5 يوليو/تموز الحالي. وطرح عددا من التساؤلات الصريحة التي اتسمت في بعض الأحيان بالحدة.
جاءت المقابلة في لحظة مفصلية من السباق الانتخابي الأميركي، حيث يتعرض الرئيس الحالي جو بايدن لانتقادات تتعلق بأدائه الضعيف في المناظرة الأخيرة بينه وبين غريمه الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يعاني هو الآخر من ضغوط قضائية يواجهها بخطاب شعبوي يخيف المؤسسات الأميركية.
في ظل هذه الأجواء الانتخابية الساخنة، وقبيل انعقاد قمة "الناتو" في ذكرى تأسيسه الخامسة والسبعين، جاءت هذه المقابلة في شبكة "إيه بي سي نيوز"، لتطرح على الرئيس الأميركي مخاوف الديمقراطيين ليس من خسارة البيت الأبيض فحسب، بل إن هناك من يتوقع خسارة مجلسي النواب والشيوخ أيضا، ولذا تتعالى الأصوات التي تطالب الرئيس بايدن بترك الحلبة الانتخابية لصالح ديمقراطي أكثر قدرة على مواجهة ترمب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ركزت المقابلة الخاطفة والمهمة على أداء الرئيس بايدن في المناظرة الأخيرة التي أجمع كل المراقبين تقريبا على خسارة بايدن لها أمام منافسه اللدود دونالد ترمب.
وأكد بايدن خلال المقابلة النارية على أنه كان مصابا بنزلة برد حادة وأن ذلك هو ما أثر على أدائه خلال المناظرة، مشيرا إلى أن جميع منظمي استطلاعات الرأي الذين تحدث إليهم أخبروه أن "ما حدث مسألة حظ".
ولم يتردد بايدن في كيل الاتهامات لغريمه السياسي ترمب، حيث أكد أن ترمب "مريض بالكذب"، مضيفا: "هل رأيت أي شيء فعله ترمب واستفاد منه شخص آخر غيره؟".
ومن جهة أخرى، عدّد بايدن ما قام به خلال سنوات إقامته في البيت الأبيض، قائلا: "كنت أنا الرجل الذي وضع خطة سلام للشرق الأوسط التي قد تؤتي ثمارها. وكنت أيضا الرجل الذي وسع حلف (الناتو)... أنا الرجل الذي هزمت حجج بوتين. لم يعتقد أحد أن ذلك ممكن. وأنا الرجل الذي وضع مبادرة جنوب المحيط الهادئ"، مشيرا إلى أنه ليس رئيس الولايات المتحدة وحسب، "بل إنني أدير العالم". وأكد أن "الولايات المتحدة والعالم عند نقطة انعطاف حيث ستحدد الأشياء التي ستحدث في السنوات القليلة المقبلة مسار العقود الستة أو السبعة القادمة".
وختم بايدن مقابلته مؤكدا أنه لن يتنازل عن خوض السباق الانتخابي إلا "إذا نزل الرب القدير وقال: جو، اخرج من السباق"، مستطردا: "لكن الرب القدير لا ينزل".
وفيما يلي نص المقابلة التي استمرت نحو 20 دقيقة بين جورج ستيفانوبولوس والرئيس بايدن، كما نشرتها "إيه بي سي نيوز"...
* السيد الرئيس، شكرا لك على المقابلة...
- شكرا لك على استضافتي...
* لنبدأ بالمناظرة... أنت وفريقك قلتم إنكم مررتم بليلة سيئة. ولكن...
- بالتأكيد كانت كذلك.
* ولكن صديقتك نانسي بيلوسي صاغت السؤال الذي أعتقد أنه يشغل عقول الملايين من الأميركيين: هل كانت هذه نوبة سيئة أم علامة على حالة أكثر خطورة؟
- كانت نوبة سيئة. لا توجد أي دلالة على أي حالة خطيرة. كنت مرهقا. لم أستمع إلى حدسي فيما يتعلق بالتحضير وقد كانت ليلة سيئة.
* أنت تقول إنك كنت مرهقا. وأعلم أنك قلت ذلك من قبل أيضا، لقد كان لديك شهر صعب، لكنك عدت من أوروبا قبل نحو 11 أو 12 يوما من المناظرة، وقضيت ستة أيام في كامب ديفيد. لماذا لم يكن ذلك الوقت كافيا للراحة والتعافي؟
- لأنني كنت مريضا. كنت أشعر بسوء. في الواقع، كان الأطباء معي، سألتهم إذا كانوا قد أجروا اختبار "كوفيد" لأنهم كانوا يحاولون معرفة ما الخطأ. أجروا اختبارا لرؤية ما إذا كان لدي إصابة ما، فيروس ما. لم يكن كذلك. كنت مصابا بنزلة برد شديدة جدا.
* هل شاهدت المناظرة بعد ذلك؟
- لا أعتقد أنني فعلت ذلك، لا.
* حسنا، ما أحاول أن أفهمه هو، ما الذي كنت تمر به أثناء المناظرة؟ هل كنت تعلم مدى السوء الذي كنت عليه؟
- نعم، انظر... الطريقة التي استعددت بها لم تكن خطأ أحد، إنها خطأي أنا. لقد قمت بالاستعداد مثلما أفعل عادة عند الجلوس مع قادة أجانب أو مع مجلس الأمن القومي للحصول على تفاصيل واضحة. وقد أدركت في منتصف اللقاء- كما تعرف- أنهم يقومون بالاقتباس من "نيويورك تايمز" التي خفضت نقاطي بـ10 نقاط قبل المناظرة- 9 الآن- أو أي شيء آخر. حقيقة الأمر، أنني عندما نظرت إلى... إنه... إنه كذب 28 مرة أيضا. لم أستطع... يعني، الطريقة التي جرت بها المناظرة، ليس... إنها خطأي أنا، وليست خطأ أي أحد، ليست خطأ أحد.