"انظر... إذا نزل الله العظيم إلى هنا وقال: جو، عليك أن تغادر السباق (الرئاسي)، فسأخرج من السباق. لكن الله العظيم لن ينزل إلى هنا"... بهذه الكلمات الحادة في وضوحها، عَبَّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن تصميمه على خوض التنافس الانتخابي الرئاسي، عن "الحزب الديمقراطي" ضد خصمه الجمهوري، دونالد ترمب.
تعكس كلمات بايدن هذه التي قالها يوم الجمعة في لقاء تلفزيوني، مع شبكة "إيه بي سي"، مخصص لإزالة الشكوك الجدية، في أوساط "الحزب الديمقراطي"، التي أحاطت بأدائه السيئ في مناظرته التلفزيونية مع ترمب في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران الماضي. وأن يستدعي بايدن- الكاثوليكي الشديد الإيمان والمواظب على الذهاب للكنيسة- الله لإظهار هذا التصميم، يقول الكثير عن شدة التحدي الذي يواجهه الرجل داخل حزبه ومقدار عناده، حتى الآن، في الرد على هذا التحدي. فمنذ تلك المناظرة يتصاعد التشكيك بين الجمهور الديمقراطي في قدراته الذهنية على التركيز، وبالتالي على قدرته في الفوز بالسباق الرئاسي والاحتفاظ بالبيت الأبيض بأيد ديمقراطية.
علامات هذا التشكيك ظهرت سريعةً وواضحة، في البدء عبر قنوات وشخصيات ليست ديمقراطية رسميا لكنها حليفة ومتعاطفة مع الحزب ومؤثرة فيه (كما في مقالات صحيفة "نيويورك تايمز" التي تدعو بايدن للتنحي) وبعض الممولين التقليديين لحملات الحزب الانتخابية، لتنتقل سريعا إلى أعضاء رسميين في الحزب كبعض ممثليه في مجلس النواب. بخلاف أعضاء مجلس الشيوخ الذين يمثلون ولاياتٍ الجمهور فيها عادةً متنوع وكبير، يميل أعضاء مجلس النواب، بسبب تمثيلهم مناطق انتخابية محلية وصغيرة نسبيا داخل الولايات وكثيرا ما تكون منسجمة ديموغرافياً وسياسياً، إلى الصراحة في قول الأشياء واتخاذ المواقف للحفاظ على مصداقيتهم في مناطقهم (لا يزال أعضاء الحزب في مجلس الشيوخ صامتين حتى الآن).