يُعَد أداء الاقتصاد الصيني مروعاً. كان الانتعاش التالي للجائحة أصغر حجماً بكثير وأقصر مدة بكثير مما توقعته الحكومة الصينية. وعلى رغم تسجيل معدل نمو رسمي محترم، وإن كان متضائلاً، بلغ 5.2 في المئة عام 2023، فإن المعدل الفعلي ربما كان أبطأ بكثير، إذ يقدّر بعض المحللين أن النمو لم يبلغ أكثر من 1-2 في المئة. وأظهرت بعض المؤشرات تحسناً متواضعاً في الأشهر القليلة الأولى من عام 2024، لكن الاقتصاد لا يزال يبدو متعثراً، إذ يعتمد النمو الآن في شكل كبير على الصادرات.
وإلى جانب التباطؤ الاقتصادي، حدث انهيار في الثقة في مسار الصين، سواء في الداخل أو في الخارج. إن البيانات الكمية صارخة، إذ تُظهِر انخفاضاً مفاجئاً في ثقة المستهلكين والمنتجين في ربيع عام 2022 بعد إغلاق شنغهاي. تحسنت توقعات المستهلكين لفترة وجيزة عندما انتهت السياسات المعروفة باسم "صفر كوفيد" أواخر عام 2022 لكنها تحوم في نطاق منخفض قياسي منذ ذلك الحين. وتُظهِر المؤشرات المختلفة للأعمال المحلية انتعاشاً متواضعاً في الآونة الأخيرة، لكن الأرقام لا تزال بعيدة عن أعلى مستوياتها التاريخية.
قد تقلل هذه البيانات عمق عدم الارتياح الذي يشعر به المواطنون الصينيون في شأن حاضر البلاد ومستقبلها واتساعه – وهي مخاوف سمعتها شخصياً خلال رحلة بحثية مطولة هذا الربيع.