الأربعاء 26 يونيو/حزيران الساعة الثالثة إلا الربع بعد الظهر، في ساحة موريخو أمام مقر السلطة التنفيذية، بائعو فطاير الذرة ينتظرون ككل يوم خروج الموظفين من قصر كيمادو، عندما تدخل الساحة- آتية من شارع جانبي- أكثر من عشر مدرعات مع مئات من الجنود الذين يتمركزون في الساحة. ينظر الباعة إلى بعضهم بحيرة، متسائلين عما يحدث.
تتوجه إحدى المدرعات نحو باب القصر وتحاول خلعه. وفيما يرمي الجنود قنابل مسيلة للدموع في الساحة، هرب الباعة مصحوبين بأولادهم... ويدخل إلى القصر الجنرال زونييغا (Zunniga)، قائد القوات المسلحة المقال منذ البارحة بسبب تصاريح نارية على التلفزيون قال فيها إنه "لن يسمح بعودة الرئيس إيفو موراليس إلى السلطة أيا كان الثمن (...) وأنه مؤقتا وفيّ للرئيس لويس آرسي (Luiz Arce)... وأنه سيعمل على إجراء تغييرات في الحكومة (...) وأنه سيفرج عن المعتقلين السياسيين (يقصد السياسيين المعتقلين بسبب تورطهم في الانقلاب الذي جرى بعد انتخابات عام 2019)... وأنه سيعيد هيكلة الديمقراطية في بوليفيا وجعلها ديمقراطية حقيقية، لا ديمقراطية زمرة ولا ديمقراطية بعض الأسياد الذين يتحكمون في البلد منذ 30 أو 40 سنة".
في هذا الوقت، كان الرئيس لويس آرسي قد عيّن قيادات جديدة لأسلحة البر والجو والبحر، ثم خرج من القصر وواجه الجنرال المتمرد- تربطه به علاقات صداقة وكانا يلعبان معا كرة السلة كل يوم أحد- وطلب منه الانسحاب فورا وسحب الجنود من الساحة وإعادتهم إلى الثكنات. وكان قد لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي محذرا من تحركات عسكرية مشبوهة قد تكون محاولة انقلاب عسكري.