بوليفيا... هل كان انقلابا؟https://www.majalla.com/node/320311/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A7-%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%9F
رئيس الحكومة البوليفية إدواردو ديل كاستيلو (في الخلف) يظهر المعتقل فلاديمير لوبا سالامانكا (في الوسط)، رئيس وحدة النخبة في القوات المسلحة البوليفية، خلال مؤتمر صحافي في لاباز، 3 يوليو
الأربعاء 26 يونيو/حزيران الساعة الثالثة إلا الربع بعد الظهر، في ساحة موريخو أمام مقر السلطة التنفيذية، بائعو فطاير الذرة ينتظرون ككل يوم خروج الموظفين من قصر كيمادو، عندما تدخل الساحة- آتية من شارع جانبي- أكثر من عشر مدرعات مع مئات من الجنود الذين يتمركزون في الساحة. ينظر الباعة إلى بعضهم بحيرة، متسائلين عما يحدث.
تتوجه إحدى المدرعات نحو باب القصر وتحاول خلعه. وفيما يرمي الجنود قنابل مسيلة للدموع في الساحة، هرب الباعة مصحوبين بأولادهم... ويدخل إلى القصر الجنرال زونييغا (Zunniga)، قائد القوات المسلحة المقال منذ البارحة بسبب تصاريح نارية على التلفزيون قال فيها إنه "لن يسمح بعودة الرئيس إيفو موراليس إلى السلطة أيا كان الثمن (...) وأنه مؤقتا وفيّ للرئيس لويس آرسي (Luiz Arce)... وأنه سيعمل على إجراء تغييرات في الحكومة (...) وأنه سيفرج عن المعتقلين السياسيين (يقصد السياسيين المعتقلين بسبب تورطهم في الانقلاب الذي جرى بعد انتخابات عام 2019)... وأنه سيعيد هيكلة الديمقراطية في بوليفيا وجعلها ديمقراطية حقيقية، لا ديمقراطية زمرة ولا ديمقراطية بعض الأسياد الذين يتحكمون في البلد منذ 30 أو 40 سنة".
في هذا الوقت، كان الرئيس لويس آرسي قد عيّن قيادات جديدة لأسلحة البر والجو والبحر، ثم خرج من القصر وواجه الجنرال المتمرد- تربطه به علاقات صداقة وكانا يلعبان معا كرة السلة كل يوم أحد- وطلب منه الانسحاب فورا وسحب الجنود من الساحة وإعادتهم إلى الثكنات. وكان قد لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي محذرا من تحركات عسكرية مشبوهة قد تكون محاولة انقلاب عسكري.
المعارضة اليمينية تتكلم عن "انقلاب ذاتي"، و"انقلاب ممسرح" خطط لزيادة شعبية الرئيس
بموازاة ذلك، حذر الرئيس السابق إيفو موراليس من انتشار فرقة من الجيش مع مدرعات وقناصة، في محاولة انقلابية، طالبا الدفاع عن الديمقراطية. وفورا قطعت النقابات الطريق الذي يربط المطار بمدينة لاباز. ثم حوالي الساعة السادسة، تم اعتقال الجنرال زونييغا في مقر قيادة الأركان وقبل إدخاله في سيارة البوليس، صرح بأن الرئيس آرسي هو من طلب منه القيام بهذه الحركة الانقلابية لغض النظر عن مشاكل بوليفيا الاقتصادية ولاستعادة شعبيته المتدهورة، كل ذلك فيما كانت تصل ردات الفعل المنددة من كل عواصم العالم، خصوصا من دول أميركا اللاتينية..
كلام الليل يمحوه النهار
في اليوم التالي، قالت وزارة الداخلية إن الانقلاب أراد الإطاحة بالديمقراطية وأن مخابرات الجيش كانت متورطة منذ شهر مايو/أيار، ولم ترفع تقارير لا للرئاسة ولا لوزارة الدفاع، وأن هنالك 21 معتقلا من الجيش وهم ضباط من الرتب العليا أو الوسيطة، وأن المواجهات مع الجنود أدت إلى جرح 17 مواطنا... فيما قال الرئيس لويس آرسي في مؤتمر صحافي عقده لدحض ادعاءات زونييغا إن الأخير "قام بمغامرة لحسابه، وصرح بما صرح به في محاولة لتغطية فعله عندما تم اعتقاله. ومن المعيب أنه حاول توريطنا في انقلاب قام به لطموحات شخصية إن لم يكن لغايات أخرى أخطر (...) لست من الذين يريدون كسب شعبية بإراقة دماء الشعب (...) عرفت بتحركات مشبوهة ظهرا وحاولت فورا الاتصال بزونييغا ولكنه لم يردّ على مكالمتي (...) اتصلت فورا بإيفو موراليس رغم الخلافات بيننا لأني استوعبت أنه سيكون أول المستهدفين من بعدي، وقلت له إنه انقلاب وأن عليه أن يحتاط".
أما موراليس وبعد أن ندد بمحاولة الانقلاب وطلب التصدي لها، عاد وشكك في الرواية الرسمية في اليوم التالي وطلب تحقيقا صارما ومفصلا لما حصل، فيما أخذت المعارضة اليمينية تتكلم عن "انقلاب ذاتي"، و"انقلاب ممسرح" خطط لزيادة شعبية الرئيس.
جمهورية بوليفار "الهندية"
في محاولة فكفكة بعض خيوط ما حصل، من المهم التعرف على بعض خصائص هذا البلد الفريد، إذ إنه البلد الوحيد (ربما مع غواتيمالا) في القارة، حيث تمثل الشعوب الأصلية- أي هنود أميركا- الأكثرية المطلقة من السكان، وفي بوليفيا تحديدا تمثل الثلثين. كانت بوليفيا جزءا من إمبراطورية الإنكا وكانت تعرف أيام الكولونيالية الإسبانية بـ"ألتو بيرو" (Alto Peru) وسميت بعد الاستقلال في بداية القرن التاسع عشر "جمهورية بوليفار" تكريما لـ"المحرر سيمون بوليفار" (Simon Bolivar)، ثم صار اسمها "جمهورية بوليفيا" بعد أن رفض هذا الأخير شرف التسمية.
مدينة سوكر (Sucre) على سبيل المثال التي هي العاصمة الرسمية ومقر السلطة القضائية تحمل اسم صديق بوليفار وأحد جنرالاته وأول رئيس للجمهورية خوسي أنطونيو سوكر. وتضم "جمهورية بوليفيا" التي صار اسمها حسب الدستور الجديد الذي أقر بعد فوز إيفو موراليس "الدولة المتعددة لأمم بوليفيا" أكثر من 40 "أمة" من الشعوب الهندية، وأكبرهم الأيمارا (Aymara) والكيشوا (Quechua) وهم ورثة شعوب إمبراطورية الإنكا في أعالي سلسلة جبال الأندس. ولاباز مقر السلطتين التشريعية والتنفيذية توجد على ارتفاع 3640 مترا فوق سطح البحر (الذي خسرته بوليفيا مع الساحل الموازي لها خلال حربها مع تشيلي، مما جعلها شبه محرومة من أي منفذ على المحيط الهادئ، واستعادة الأراضي من تشيلي هو مطلب تقليدي في السياسة. عوضتها البيرو، حليفتها في هذه الحرب، عن خسارتها بإعطائها خمسة كيلومترات على ساحلها).
بوليفيا مقسمة إلى 9 محافظات مختلطة بين "الهنود" و"الخلاسيين" و"البيض"
جغرافياً من حيث المساحة، المناطق الاستوائية (حيث سانتا كروز- Santa Cruz- أكبر مدينة) وغابة الأمازون، يمثلان ثلثي البلد، وهنا أيضا تعيش شعوب هندية، وأشهرها الغواراني (Guarani). بوليفيا مقسمة إلى 9 محافظات مختلطة بين "الهنود" و"الخلاسيين" و"البيض". وتبسيطا كلما نزلت نحو الغابة أي البرازيل والباراغواي زاد عدد ونفوذ بوليفيا "البيضاء"، وكلما صعدت نحو الأعالي أي البيرو وتشيلي، زاد النفوذ "الهندي" عددا وثقافة. الهنود الأكثر عددا والأكثر فقرا. لذلك شكل وصول إيفو موراليس أيمارا، الراعي في طفولته ومُزارع نبتة الكوكا (بوليفيا وكولومبيا والبيرو الدول الثلاث التي تزرع الكوكا وبالتالي تنتج الكوكايين)، إلى الرئاسة انقلابا "كوبرنيكيا" في تركيبة بوليفيا الجينية، ليس له مثيل بعد في القارة. حيث استعادت الشعوب الأصيلة "الغلبة" وصارت المعطى الأول في الحياة العامة، ومن غير الواقعي التوهم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. يقال إنه قبل وصول موراليس إلى الرئاسة، لم تعرف بوليفيا أي جنرال من الكيشوا أو الأيمارا!
الانقلابات والنقابات وثقافتهما
مع خسارة القطبية المحصورة بين المحافظين والليبرالببن فاعليتها، دخل لاعبون جدد من اليمين ومن اليسار في العشرينات على اللعبة التقليدية. ثم وقعت حرب "الشاكو" (Chaco) في الثلاثينات مع الباراغواي التي دامت ثلاث سنوات وكلفت مئة ألف قتيل ثلثاهم من بوليفيا، ناهيك عن خسارة أراض شاسعة بعد تلك التي خسرتها مع تشيلي ومن ثم البرازيل. كل ذلك أنضج ظروفا وولّد وعيا عبرت عنه ولادة "الحركة الوطنية الثورية" والتي أسسها فيكتور باز إيستينسورو (Victor Paz Estenssoro) وآخرون ثم جسدها من خلال ترشحه إلى 8 انتخابات رئاسية خلال أربعين سنة، وفاز في أربعة منها.
في البداية "الحركة الوطنية الثورية" حددت نفسها بأنها "إصلاحية ثورية" (واليوم صارت يمينية). ولكنها فعليا في الخمسينات أسست لدولة حديثة في ما كان فقط "منجما"، حركة تغييرية بالانتخابات أي بالتحالف مع "الهنود" (اختير نائب الرئيس من بينهم): إصلاح زراعي، تأميم المناجم، بدء التنقيب، تعميم التعليم، وإعطاء الحق الانتخابي للجميع... منعت النخبة إيستينسورو من استلام السلطة، وأتى العسكر. فكانت "الثورة". قائمة على تحالف الإصلاح السياسي مع عمال المناجم والفلاحين، في الواقع لا كمجرد شعار.
في التسعينات، لم يعد يغير شيئا أن يكون الحاكم يساريا أو يمينيا. البرنامج كان واحدا في كل الأحوال، ومن يحدده هو صندوق النقد الدولي
أتت "الثورة" عام 1952 لتسليم السلطة لمن فاز بالانتخابات. وصار خوان ليشين (1914-2001)، ابن مهاجر سوري وهندية، أحد العناصر الذين قادوها وحققوها... كان ليشين يعمل على ماكينة بشركة المنجم وكان عضوا في حزب يساري تروتسكوي وتحول إلى أحد أكبر الزعماء النقابيين في القارة، عمل نائبا ووزيرا ونائب رئيس، وحوّل "الكوب" (COB)- الاتحاد العمالي البوليفي- إلى لاعب "سياسي" خلال آخر 75 سنة وحتى أيامنا، عادة لشل البلد ومقارعة الجيش بأصابع الديناميت، وبقطع الطريق، وأحيانا بالمشاركة في الحكومة. ميزة بوليفيا أنها بلد النقابات العمالية والزراعية. وهي التي دافعت دائما عن الديمقراطية وهي التي رشحت موراليس على سبيل المثال.
بوليفيا أيضا بلد الانقلابات العسكرية: دون حسبان ما حدث الأسبوع الماضي، عرفت الذاكرة البوليفية 39 انقلابا منذ عام 1946، ما يساوي محاولة انقلابية كل سنتين. للبوليفي العادي، أيا كان، علاقة خاصة مع كلمة "الغولبي" (golpe) أي الانقلاب.
"الانقلاب" طرد إيستينسورو وعاد هذا الأخير عدة مرات، ثم عاد مرة أخيرة في الثمانينات لإغلاق حقبة الانقلابات العسكرية التي بدأها بارينتوس (Barrientos)- الحاكم عند مقتل تشي غيفارا- ثم انقلاب يساري لمرة وحيدة مع الجنرال توريس (Torres) قبل أن تكر مسبحة انقلابات كانت على تناغم مع ما كان يحدث في القارة، وعرفت بوليفيا أشكالا وحشية كالجنرال بانزير (Banzer) بداية السبعينات وصولا إلى تجربة الجنرال ميزا (Mesa) الذي كان يعتمد على النازي كلاوس باربي (Klaus Barbie) والميليشيا التابعة له (في بوليفيا جالية ألمانية منتشرة كانت مع غيرها في دول أميركا الجنوبية ملجأ للنازيين). عند هذه النقطة، قامت صرخة العالم. أقرب منا، يجوز التساؤل حول شرعية ترشح إيفو موراليس عام 2019 لكن ما حدث بعد انتخابه لا يمكن تسميته إلا بانقلاب رغم كل الهالة التشريعية التي أحيط بها.
وجه واحد أم تنوع الوجوه؟
في الثمانينات، عندما عاد إيستينسورو إلى السلطة لإقفال حقبة الانقلابات، كان المطلوب منه جعل الاقتصاد مستقرا، ونجح في هذه المهمة. بعده في التسعينات، لم يعد يغير شيئا أن يكون الحاكم يساريا أو يمينيا أو حتى الجنرال بانزير. البرنامج كان واحدا في كل الأحوال، ومن يحدده هو صندوق النقد الدولي: خصخصة الاقتصاد وتنويعه، خصوصا باستثمار الشركات الكبيرة في النفط والغاز، والملاك الكبار في مزارع الصويا. سُمع بإيفو موراليس لأول مرة عام 2000 خلال "حرب الماء" عندما خاض هذا النائب المعزول المواجهة مع الشركة الأميركية المسؤولة عن التوزيع التي كانت قد ضاعفت سعر "مادة الحياة". وبعد سنة، طردته النخبة من مجلس النواب فعمّ اسمه في كل أرجاء البلد. وتدريجيا في انتخاب بلدي تلو انتخاب تشريعي تدرج "الماس" (MAS)- الحركة نحو الاشتراكية- حتى صار أول معارضة، قبل أن يفوز إيفو موراليس في رئاسيات عام 2006 من الجولة الأولى، وهو إنجاز لم يفعله أحد قبله خلال آخر أربعين سنة. انتخاب إيفو موراليس لم يكن فقط فوزا عمليا على السياسات النيوليبرالية (التي بدأت إعادة النظر بها مع هوغو شافيز) بل كانت أيضا انتصارا رمزيا على الاستعمار ونوعا من بداية جديدة أو قل استقلالا ثانيا في أميركا اللاتينية.
موراليس يرى في آرسي تهديدا لاستمرارية الثورة التي دشنها انتخابه الأول، وآرسي يرى في موراليس قائدا عاجزا على تصور حراك لا يكون هو مركزه
مثل هوغو شافيز من قبله، وصل إيفو موراليس بواسطة الانتخابات، ودعا إلى جمعية تأسيسية صاغت دستورا جديدا غيّر قوانين اللعبة وسمح بالتجديد مرة واحدة، فيما أكثر دول أميركا اللاتينية لا تجيز التجديد. وهكذا مع الولاية الأولى والتجديد وفق الدستور الجديد، كل منهما شغل ثلاث ولايات متتالية. قبل أن يدعو الشعب إلى استفتاء للسماح لهم بالاستمرار في السلطة. كلاهما خسرا الاستفتاء ولكنهما التفا على نتائحه، شافيز بتنظيم استفتاء آخر وموراليس باستحصال قرار من المحكمة العليا.
عام 2019، ترشح موراليس للمرة الرابعة وفاز من الجولة الأولى بعد أن بدا من النتائج الأولية أنه سيحتاج إلى جولة ثانية. تحت ضغط المعارضة، تحرك الجيش مجبرا موراليس على الاستقالة وعلى مغادرة البلاد مع حلفائه. وبعد سنة من "الانقلاب الدستوري"، عاد مرشح إيفو مواليس، لويس آرسي، إلى سدة الرئاسة بالاقتراع الشعبي ومن الجولة الأولى.
لم تختر النقابات ولا "ألماس" لويس آرسي مرشحا عنها، بل نائبه الهندي الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومات موراليس. هو هذا الأخير الذي فرض آرسي الخالي من الكاريزما الذي كان وزير المالية خلال ولاياته الثلاث والذي ارتبط اسمه بـ"المعجزة" التي قلصت الفقر وسمحت بالنمو الاقتصادي. وقتها، كان سعر الغاز مرتفعا، وكان للدولة موارد لتمويل مشاريعها. تتغير الأنظمة وتبقى هذه مشكلة بوليفيا الأولى: أيام الإسبان كانت "بلد الذهب". ومن بعد "بلد الفضّة" حتى نهاية القرن التاسع عشر، ثم "بلد القصدير" في القرن العشرين، و"بلد الغاز" في القرن الواحد والعشرين. وغدا "بلد الليتيوم"؟
بلد محكوم بسعر مادة أولية وحيدة. إلا أن أسعار الغاز المنخفضة لم تسعف آرسي كما أسعفت موراليس عندما كان وزير ماليته. تدهور الوضع الاقتصادي مما أجبره على تقنين الوقود بسبب شح الدولار فيما تسارع تضخم أسعار المواد الأولية، ما أثر سلبا على شعبية الرئيس. وعندما أصدرت المحكمة الدستورية قرارا يحرم على موراليس الترشح عام 2025، أجاب هذا الأخير بطرد آرسي ونائبه من حزب "ألماس" وبمقاطعة مشاريعهما في مجلس النواب.
كيف ستتطور الأمور بينهما؟ الأرجح إلى الأسوأ: موراليس يرى في آرسي تهديدا لاستمرارية الثورة التي دشنها انتخابه الأول، وآرسي يرى في موراليس قائدا عاجزا على تصور حراك لا يكون هو مركزه. وإذا سألته عن نيته الترشح لولاية ثانية، يحيلك إلى قرار لم تأخذه "النقابات" حتى الآن. تقول الباحثة سوزانا بيخارانو (Suzana Bejarano) إن الأحداث الأخيرة أثبتت ضعف سلطة آرسي وحكومته، وقوة شرعيته الدولية... سنة قبل إجراء الانتخايات الرئاسية، هل تعود وتتمزق "الجمهورية الهندية" أم تجد طريقها للخروج من الأزمة الاقتصادية والانشقاق السياسي؟