إذا كان نتنياهو قد تعلم شيئا من حياته المهنية الطويلة كشخصية سياسية بارزة في إسرائيل، فهو أن التوقيت يمثل كل شيء. عندما تتاح الفرص، اغتنمها. ولكن الأهم من ذلك، إذا كانت الظروف غير مواتية، تراجع عن خطواتك. قم بالتأجيل، واركل العلبة إلى أبعد ما تستطيع. قم بالتأخير وانتظر إلى أن تصبح الظروف ملائمة أكثر، حتى لو تسبب ذلك في تفاقم الأزمة. إذا انتظرت وقتا كافيا، يمكن للنجوم أن تصطف مرة أخرى من أجلك. إنها استراتيجية بسيطة، لكنها أنقذت نتنياهو مرات عديدة، ويأمل أن يستخدمها مرة أخرى لإنقاذ نفسه من أسوأ أزمة واجهها حتى اللحظة. الكثيرون قالوا إن نتنياهو "انتهى أمره". لكنه ما زال هنا بانتظارهم.
في أواخر شهر مايو/أيار، تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي المحاصر أول إشارة إلى أن استراتيجيته قد تثمر. حيث أظهر استطلاع للرأي للمرة الأولى أن الإسرائيليين يفضلون نتنياهو على منافسه الرئيس، بيني غانتس. كان غانتس قد دخل الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول، لكنه كان يشير في ذلك الوقت إلى قراره بالاستقالة. قبل هذا الاستطلاع تحديدا، كان غانتس يتقدم في استطلاعات الرأي بفارق كبير. في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، كان غانتس متقدما بفارق كبير على نتنياهو حيث فضّل 45 في المئة من الإسرائيليين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بينما رأى 27 في المئة فقط من المستطلعين أن نتنياهو هو الأنسب كي يشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل.