تزداد احتمالات نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، فيما لا تزال الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس" في غزة مستمرة، في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، مترافقة مع تأكيد "حزب الله" أنه لن يوافق على وقف المواجهة، أو "المشاغلة" كما يسميها، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، قبل التوصل الى اتفاق في غزة، وهو الاحتمال الذي يبدو ضعيفا حتى اليوم.
يعتبر الصراع الحالي امتدادا لعقود من الحروب بين إسرائيل ولبنان، شكلت دروسا لكلا الجانبين، خصوصا بعد الحرب الأخيرة في عام 2006، أي بعد ست سنوات من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000. اندلعت تلك الحرب رداً على مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأسر اثنين آخرين، وأسفرت عن مقتل نحو 1200 لبناني، معظمهم من المدنيين، و160 إسرائيلياً، معظمهم من الجنود، وانتهت بلا غالب ولا مغلوب.
في مارس/آذار 1978، قام نحو 25 ألف جندي إسرائيلي بغزو جنوب لبنان، في حملة لطرد منظمة التحرير الفلسطينية. وجاء هذا الهجوم ردا على غارات شنتها المنظمة على شمال إسرائيل من قواعدها في جنوب لبنان.
وفي عام 1982، شنت إسرائيل هجومها على لبنان في عملية أطلق عليها اسم "عملية سلام الجليل"، غزت خلالها لبنان وصولا الى احتلال العاصمة بيروت.
وفي وقت سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية بمغادرة لبنان، ظلت القوات الإسرائيلية تسيطر على جنوب لبنان بالقرب من الحدود حتى عام 2000، عندما سحبت إسرائيل قواتها بعد 22 عامًا من الاحتلال، من أجل إنهاء "حرب العصابات" المستمرة مع "حزب الله".
وفي عام 1996، شنت إسرائيل هجومًا استمر 17 يومًا تحت عنوان "عملية عناقيد الغضب" أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في لبنان، من بينهم 102 قتلوا عندما قصفت إسرائيل قاعدة للأمم المتحدة بالقرب من قرية قانا الجنوبية.