أجبرت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في مصر الحكومة على انتهاج سياسة ترشيد الاستهلاك وتخفيف الأحمال يوميا لساعات وقت ذروة الاستهلاك مع درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، وسيطرت حال من الاستياء في الشارع المصري، أدت إلى مواقف تتأرجح بين كون الدولة منتجة للكهرباء من جهة، في حين تعاني نقصا في التغذية بالتيار الكهربائي من جهة أخرى. وقد تدفعها هذه الفجوة الى استمرار قطع الكهرباء لساعات طويلة يومياً لتخفيف الأحمال، أو توفيراً للغاز المستخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء بهدف توفير ثمنه أو تصديره إذا اضطرت لذلك، لتعويض قصور موارد النقد الأجنبي.
وعلى الرغم من جهوزية البنى التحتية وإقامة العديد من المحطات للتعامل مع ارتفاع ذروة الاستهلاك، وإعلان الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتصديرها إلى العديد من الدول، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، كون هذه المحطات تعتمد على الغاز في التشغيل، ويذهب 60 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي إلى توليد الكهرباء.
إلا أن نضوب الإنتاج من "حقل ظُهر" في محافظة بور سعيد لتسرب المياه إليه، وتوقف واردات أحد حقول الغاز من إسرائيل إلى مصر نتيجة الحرب في غزة، فرضا اللجوء إلى الوقود التقليدي بدرجة كبيرة، في ظل ارتفاع أسعاره عالمياً.