منذ اليوم الأول لحرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انشغل محللون ومسؤولون بتقديم أفكار لـ"اليوم التالي"، على اعتبار أن "الأهداف" التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستتحقق خلال أيام، وتشمل استعادة الرهائن والقضاء على البنية العسكرية والتحتية لـ"حماس" وتحييد أي تهديد أمني من قطاع غزة.
لا شك أن بعض هذه الأهداف أنجز جزئيا، لكن لا يمكن القول إن جميعها قد تحقق، رغم مرور تسعة أشهر وأنهار من الآلام والنزوح وأكوام من الخراب والدمار، الأمر الذي فتح الباب على احتمالات عدة لـ"اليوم التالي".
وفي قصة غلاف "المجلة" لشهر يوليو/تموز، نتوقف عند خمسة سيناريوهات لما بعد حرب غزة، ونفحص احتمالات نجاح أي منها.
هناك خطط فلسطينية وإسرائيلية وأميركية وعربية، تتأرجح بين استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي بأشكال مختلفة، ونشر قوة متعددة الجنسيات لحفظ الأمن والنظام في القطاع لمنع "حماس" من إعادة بناء نفسها عسكريا، مع احتمال الاستعانة بهيئة محلية تابعة لهذه القوات، وبين استمرار سيطرةٍ ما لـ"حماس" وتعاطيها مع هذه القوات المتعددة وهيئاتها المحلية كـ"امتداد للاحتلال"، ومنع تطبيق سيناريو يتضمن عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع، بل يذهب إسرائيليون إلى احتمال فك الارتباط الكامل للقطاع عن إسرائيل، وإغلاق جميع المعابر الحدودية، أو احتلال غزة ونشر القوات الإسرائيلية هناك على المدى الطويل، إلى جانب إنشاء إدارة مدنية أو تطبيق الأحكام العرفية.
ونعرض أيضا أفكارا نوقشت في الإدارة الأميركية تتضمن تشكيل سلطة متعددة الجنسيات لإدارة غزة، تقدم تقاريرها إلى "مجموعة اتصال دولية"، بحيث يشكَّل هذان الكيانان بموجب اتفاق دولي-عربي وربما بقرار من مجلس الأمن.
الثابت أن لبنان بالفعل بات بين خياري التسوية أو الحرب، وأنه صار أقرب من أي وقت مضى إلى الاشتعال
وبعد فحص جميع الاحتمالات النظرية، نقدم تحقيقا خاصا عن آراء "الغزيين" العالقين والنازحين. ويبقى السيناريو المفضل لأطراف فلسطينية وعربية، ذلك الذي يتضمن انسحابا كاملا وصفقة لتبادل الرهائن وإعمار القطاع ووجود إدارة غير معادية لـ"حماس" ومقبولة من الأطراف الفلسطينية، إلى حين إجراء انتخابات عامة وتشكيل هيكل أمني جديد مع دعم عربي ودولي لتنفيذ هذا الخيار.
نقطة انطلاق هذا السيناريو، هي اتفاق وقف النار في غزة، الذي ننشر مسودة نصه الكامل، إضافة إلى وثيقة عربية وأخرى أميركية فيهما تفاصيل "اليوم التالي" لغزة وقضية فلسطين، وهيكل جديد لنظام إقليمي واسع يتضمن تطبيعا عربيا-إسرائيليا ومسارا لتحقيق حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وأمام انطلاق عجلة هذا الحل، تقف تحديات، إحداها أن نتنياهو لا يزال متمسكا بـالحل العسكري وتحقيق "أهدافه" التي أعلنها في أكتوبر. وقد تعرض لهزة بعد انسحاب بيني غانتس من "حكومة الحرب"، لكنه لا يزال يتمتع بدعم أحزاب أقصى اليمين في حكومته اليمينية.
ضمن قصة الغلاف، نعرض أيضا مصدرا آخر للقلق في الشرق الأوسط. حيث يسعى آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن للوصول إلى ترتيبات تبعد "قوة الرضوان"، وهي مجموعة النخبة في "حزب الله" عن جنوب لبنان، مقابل وقف الطيران الإسرائيلي، مع مفاوضات لترسيم الحدود. الثابت أن لبنان بالفعل بات بين خياري التسوية أو الحرب، وأنه صار أقرب من أي وقت مضى إلى الاشتعال.
مع انطلاق السباق الرئاسي الأميركي بين جو بايدن ودونالد ترمب، يشرح ألكسندر دوغين، الملقب بـ"عقل بوتين"، أسباب "تصويته" لترمب
وبمناسبة الذكرى 75 لتأسيس "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) وانعقاد قمته في واشنطن، نعرض تاريخ الحلف والتحديات الجديدة أمامه، والتي تتعلق بمواجهة روسيا في أوكرانيا واليقظة الحذرة إزاء الصين.
ومع انطلاق السباق الرئاسي الأميركي بين جو بايدن ودونالد ترمب، يشرح ألكسندر دوغين، الملقب بـ"عقل بوتين"، أسباب "تصويته" لترمب.
كما نرسم ملامح تدافع دول "أطلسية" وروسيا والصين، على أفريقيا وثرواتها. وفي هذه القارة أيضا، نقدم وجهتي نظر عن "الاتحاد المغاربي" بعد جهود لإنعاشه، ونرسم صورة محافظ "المصرف المركزي الليبي" الذي يلعب دورا "وحدويا" في بلد مقسم جغرافيا وسياسيا وعسكريا.
ونتوقف عند متطلبات الاستدامة المالية في الكويت، بعد تغييرات سياسية بينها تعيين ولي العهد وتشكيل حكومة جديدة.
وإضافة إلى قصة الغلاف لشهر يوليو، ننشر ملفا خاصا عن "عالم الدردشة والعزلة" ودور وسائل التواصل في تكريس الوحدة بدلا من توسيع التفاعل الاجتماعي، محاولين تسليط الضوء على "الجانب المظلم" من عالم الإنترنت.
وفي العدد أيضا، تحقيق عن كهوف "أم جرسان" الأثرية السعودية، وآخر عن مقاهي القاهرة، ومقابلة مع كاتبة إيرانية-أميركية تتحدث فيها من المهجر عن بلدها الأم.