ما الحل المناسب للوضع في قطاع غزة بعد توقف الحرب؟ هذا هو السؤال المركزي. والإجابة عليه بشكل سليم سوف يترتب عليها دفع المنطقة ككل في الاتجاه الصحيح. أما الإجابة الخاطئة- لا سمح الله- فسوف تترتب عليها كوارث كبيرة ليس فقط بالنسبة لقطاع غزة، أو للقضية الفلسطينية، بل للمنطقة بشكل عام وربما ما هو أبعد.
اصطلحت بعض الأطراف الغربية على تسمية الوضع في قطاع غزة بعد الحرب "اليوم التالي"، وغابت الأطراف الفلسطينية العارفة والمؤثرة لأسباب مختلفة عن النقاش الذي احتدم بين هذه الجهات. واحدة من المشاكل تأتي من تنطح عدد كبير من مراكز البحث الغربية للإجابة على السؤال مع جرعة كبيرة من ادعاء الخبرة والمعرفة بالوضع الفلسطيني أو بأوضاع مشابهة لغزة، أو هكذا يقولون. حتى الآن محاولة الإجابة من هؤلاء لا تبشر بالخير وتكاد تدفع للاعتقاد بأن الخلط قد يكون مقصودا أو بأن الهدف هو تسويق المواقف الإسرائيلية الغبية وحتى المستحيلة، بغض النظر عن المصلحة الفلسطينية أو بغض النظر عن كون هذه الإجابات لا تخدم فكرة بناء وضع فلسطيني اقتصادي واجتماعي وسياسي متماسك، ويشكل إحدى دعائم دولة فلسطين المستقلة والسلام المستقر بين هذه الدولة وإسرائيل.
الغرض من هذه المقالة ليس تناول الأمور الواضحة، مثل الحاجة لإعادة بناء قطاع غزة ماديا أولا، واجتماعيا أيضا. بل فحص الاحتمالات المختلفة بما في ذلك الاحتمالات الفاشلة وإظهار سبب فشلها، وبالتالي تمهيد الطريق للاحتمال المعقول والصالح للتنفيذ ولو بدرجة من درجات التفاوت أو التغيير. ترد هنا احتمالات خمسة أساسية، ومن الطبيعي أن تكون هناك احتمالات فرعية مشتقة من أي منها.