عشية الانتخابات البرلمانية الفرنسية الحاسمة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، وجهت اللجنة الأوروبية رسائل تحذير إلى باريس و6 دول أوروبية أخرى، يتجاوز عجز الموازنة فيها سقف ثلاثة في المئة، وهو ما تعتبره خرقا للميثاق الأوروبي للاستقرار والنمو، وعدم التزام القواعد المالية العمومية لعام 2012. ويحض الاتحاد الأوروبي هذه الدول على معالجة الخلل في أوضاعها المالية في أفق 2027، تحت طائلة عقوبات مالية جزائية، بعدما اقترب الاقتصاد من مرحلة الخطر، وأصبحت المديونية تهدد بكارثة مالية وسيادية تشبه ما حصل في اليونان قبل عشر سنوات.
تأتي فرنسا في مقدم الدول الأوروبية المهددة بعقوبات كجزء من إجراءات العجز المفرط ( procédure pour déficit excessif)، بعدما بلغ العجز في الموازنة 5,5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي السنة الجارية، وتجاوزت المديونية العمومية 112 في المئة من الناتج. وقالت اللجنة الأوروبية إن المديونية الفرنسية مرشحة لأن تقترب من 140 في المئة بحلول عام 2034، وهي أخطار عالية في ثاني أكبر اقتصاد داخل الاتحاد الأوروبي، قد يكون لها تأثير سلبي واسع النطاق داخل منطقة اليورو، والبحر الأبيض المتوسط، وشمال أفريقيا، حيث تنتشر جالية كبيرة تتجاوز 12 في المئة من مجموع سكان فرنسا.
شعبوية وواقع سياسي متردٍّ
تقول بروكسيل إنه يجب على باريس وبقية الدول المعنية، تقديم خطاب نيات تفصيلي إلى اللجنة الأوروبية في بروكسيل قبل 20 سبتمبر/أيلول المقبل، يتضمن برامج الإصلاحات التي تعتزم الحكومات والبرلمانات إدخالها على مشاريع القوانين المالية للسنوات الثلاث المقبلة 2025-2027.