لن يؤدي الأداء الكارثي للرئيس الأميركي جو بايدن في أول مناظرة متلفزة بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترمب إلا إلى تعميق المخاوف بشأن مدى لياقته لقيادة قوة عظمى كبرى، خاصة مع بلوغه 81 عاما.
وتزايدت التساؤلات حول الصفات القيادية لبايدن في الأشهر الأخيرة، حيث ارتكب الرئيس عددا من الزلات، مثل الخلط بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسلفه المتوفى منذ فترة طويلة، فرانسوا ميتران.
كما خضع حكمه للتدقيق بسبب طريقة تعامله مع الصراعات في كل من أوكرانيا وغزة، وتردده المستمر بشأن القضايا الرئيسة، مثل دعم الحملة العسكرية الأوكرانية ضد روسيا.
وفي الآونة الأخيرة، أدى فشله في تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، بعد استثمار الكثير من رأس المال السياسي في تأمين اتفاق بين إسرائيل و"حماس"، إلى إضعاف مكانته على الساحة العالمية بشدة، وما سيترتب على ذلك من آثار سلبية على مكانة أميركا في العالم.
والآن، بعد الأداء المتعثر لبايدن في المناظرة المتلفزة على شبكة "سي إن إن" مع ترمب مساء الخميس، تزايدت الدعوات التي تطالب الرئيس الأميركي بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني بسبب افتقاره للقوة البدنية والحدة العقلية اللازمة لمواصلة القيام بدوره كرئيس. فمنذ اللحظة التي صعد فيها بايدن إلى المسرح، بدا هرما ومرتبكا. وتحدث في معظم المناظرة بصوت هادئ وأجش، متعثرا في كلماته، بينما بدت بعض إجاباته غير متناسقة على الإطلاق.
كما بدا طوال المناظرة وكأنه يعاني من صعوبة في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالسياسة، وغالبا ما كان يتوقف في منتصف الجملة.
ويمكن أن تكون اللحظة الأكثر إحراجا بالنسبة للرئيس هي فقدانه لتسلسل أفكاره أثناء مناقشة الرعاية الصحية. ودفع أداؤه المتعثر ترمب إلى التعليق على بايدن في مرحلة ما بالقول: "إنه ليس مؤهلا ليكون رئيسا. أنتم وأنا نعرف ذلك جيدا".
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "سي إن إن" التي استضافت المناظرة في أتلانتا، بعد المناظرة، أن 67 في المئة من المشاهدين اعتقدوا أن ترمب فاز بالمناظرة، مقارنة بـ55 في المئة كانوا يعتقدون ذلك قبل بدايتها.