تدخل إيران مرحلة انتخابية جديدة إثر مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي في مايو/أيار الماضي، وبعد أن وافق "مجلس صيانة الدستور" على 6 مرشحين من أصل عشرات تقدموا بطلب لخوض الانتخابات.
وانسحب مرشحان محافظان من السباق الرئاسي بالفعل، هما أمير حسين غازي زاده هاشمي، وعلي رضا زاكاني، وحثا المرشحين الآخرين على توحيد الصف خلف "الجبهة الثورية"، في إشارة إلى دعم التيار المحافظ المتشدد على حساب التيار الإصلاحي.
وتتوقع نتائج استطلاعات الرأي أن تقتصر المنافسة الأخيرة على ثلاثة مرشحين، هم: رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي، المحسوبان على التيار المحافظ المتشدد. ومسعود بزشكيان النائب الإصلاحي.
وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "هم ميهن" مقالا بقلم حميد رضا أكبر بور، أستاذ القانون الدولي العام، بعنوان: "العملاق النائم هو الناخبون الصامتون الذين لا يصوتون". ويرى الكاتب أن "بزشكيان حاول- من خلال إشراك عدد من الشخصيات الإصلاحية البارزة، على غرار محمد جواد ظريف، في البرامج الحوارية السياسية التلفزيونية- استقطاب الأغلبية الصامتة التي لا تريد التصويت في الانتخابات... ولكنه ورغم شعاراته المنادية بتحقيق العدالة وعدم ممارسة التمييز لم ينجح في تكوين خطاب خارج الصندوق. وبالتالي نجح بزشكيان في استقطاب جزء من المجتمع الصامت".
وأضافت "هم ميهن": "يجب على بزشكيان وأعضاء حملته الانتخابية تقديم خطاب ينجح في حث الأغلبية الصامتة على التصويت، وهذا لن يحصل إلا من خلال تبني خطاب يؤكد على مطالب هذه الفئة في المجتمع وتعميق الحوار معها حول مطالب تهم هذه الفئة على غرار الإقامة الجبرية لقادة الحركة الخضراء، ودور أعضاء مجلس صيانة الدستور غير المنتخبين في الإشراف المطلق على تأييد ورفض أهلية مرشحي الانتخابات، والحجاب وقمع غير الملتزمات به، والتداعيات الناتجة عن تلك الممارسات التي أدت إلى الاحتجاجات بعد سبتمبر/أيلول 2022 (إثر مقتل مهسا أميني في مقر لشرطة الأخلاق بسبب عدم التزامها بمعايير الحجاب الحكومية) والرؤية الاقتصادية، والحلول العملية التي تؤدي إلى تغيير السياسات، والهيكل الاقتصادي".
وتابع أستاذ القانون الدولي العام أن "هذه هي أهم المطالب التي تشغل المجتمع الصامت حاليا وهي مطالب خارجة عن دائرة صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكنه يمتلك قوة عالية في المساومة بشأنها خاصة إذا كان فائزا بأصوات الأغلبية الساحقة من الناخبين".
وقال: "إن تجاهل مطالب الفئة الصامتة وإطلاق وعود فارغة دون قدرة على تحقيقها أدى إلى غياب الثقة واليأس من الطبقة الحاكمة... إن حالة التضامن وإجراء حوار صادق وتضامني مع هذه الفئة الصامتة تسهم في حثها على التصويت".