لم تكن موريتانيا أكثر استقرارا وثراء قبل اليوم، فالبلد الصحراوي الواقع بين منطقة المغرب العربي شمالا، ودول الساحل الحبيسة شرقا، وأفريقيا الأطلسية غربا، والمصنفة ضمن الدول الضعيفة الدخل، أصبحت تتلقى أخبارا سارة عن اكتشافات مهمة من النفط والغاز، تؤكدها كبريات شركات الطاقة العالمية، التي أعلنت بداية الضخ التجريبي، والاستعداد للتصدير قبل نهاية السنة الجارية، في بلد اشتهر بالصيد البحري والمعادن وتجارة الجمال والحلى.
ظروف الانتخابات الرئاسية تبدو جيدة، تعزز حظوظ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للفوز بولاية ثانية، نهاية الشهر الجاري، بعد نجاحه في تثبيت الوضع الأمني، وتحسين أداء الاقتصاد ومعيشة السكان البالغ عددهم نحو 4,7 ملايين نسمة. وهي شروط لم تتوفر منذ الاستقلال قبل 64 سنة. وكان من نتائج غيابها تتالي محاولات الانقلابات العسكرية على مدى عقود، جعلت موريتانيا بلدا فقيرا ضعيفا اقتصاديا وسياسيا، غير مستقر أمنيا، وحلقة هامشية في معادلات إقليمية كبرى.
خريطة استثمار جديدة
دُعي الرئيس الغزواني الى حضور جانب من اجتماعات مجموعة السبع الكبار (G7) في بالي الإيطالية للمرة الأولى، مما وضع نواكشوط على قائمة الاهتمام الغربي بفضل موقعها الاستراتيجي، وتوفر مصادر مهمة من الغاز والطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر لديها، وهي موارد تحتاجها أوروبا والعالم الحر. تزامن ذلك مع إعلان بداية ضخ تجريبي للغاز الطبيعي من حقل "غراند تورتو" (سلحفاة أحميم أوفشور) الذي تديره شركتا "بريتيش بتروليوم"، و"كوسموس إنيرجي"، داخل الحدود الجنوبية الغربية البحرية المشتركة مع السنغال.