"إنفيديا" تحلق في فضاء الذكاء الاصطناعي

منافسة تريليونية على الصدارة مع "مايكروسوفت" وريادة دونها عقبات تنظيمية وتجارية

سام يه/ .أ.ف.ب
سام يه/ .أ.ف.ب
المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جنسن هوانغ متحدثا في مؤتمر أشباه الموصلات في تايوان.

"إنفيديا" تحلق في فضاء الذكاء الاصطناعي

سجلت "إنفيديا"، الشركة الرائدة في انتاج رقائق الذكاء الاصطناعي، قيمة سوقية تزيد على ثلاثة تريليونات دولار. فقد ارتفع سعر سهمها بفضل الأداء المالي القوي والطلب على وحدات معالجة الرسوم الممكّنة بالذكاء الاصطناعي. وتمثّل "بلاكويل"، وهي أحدث بنية لوحدات معالجة الرسوم من "إنفيديا"، قفزة كبيرة في قوة الذكاء الاصطناعي الحسابية. مع ذلك، تواجه الشركة منافسة شديدة من "إيه. إم. دي." و"إنتل" وشركات مستجدة في هذا القطاع مثل "غوغل"، إضافة إلى الالتزام بالقوانين والضوابط التنظيمية وتحديات سلاسل التوريد.

وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال "إنفيديا" مهيمنة، مدفوعة بالابتكار المستمر والاستثمارات الاستراتيجية، مع أن عليها التعامل مع تكاليف البنية التحتية المرتفعة وديناميكيات السوق المتطورة للحفاظ على ريادتها.

حققت "إنفيديا" أخيرا، وهي الشركة المحورية في مشهد الذكاء الاصطناعي من خلال تكنولوجيا وحدات معالجة الرسوم (graphics processing units، أو GPUs) المتقدمة الخاصة بها، تقييماً سوقياً يزيد على ثلاثة تريليونات دولار (3.333 تريليون دولار على وجه الدقة). يأتي هذا الإنجاز، الذي يصنفها كأكثر الشركات قيمة على مستوى العالم، بعد أشهر فقط من المناقشات حول قيمتها البالغة تريليوني دولار، ويسلط الضوء على أثر "إنفيديا" الكبير وهيمنتها في صناعة التكنولوجيا.

صارت "إنفيديا" تتقدم على "مايكروسوفت" و"أبل" و"ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، و"أمازون" و"أرامكو السعودية" و"ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، و"تي. إس. إم. سي." 

تتقدم "إنفيديا" على "مايكروسوفت" (3.303 تريليون دولار)، و"أبل" (3.222 تريليون دولار)، و"ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل" (2.185 تريليون دولار)، و"أمازون" (1.923 تريليون دولار)، و"أرامكو السعودية" (1.788 تريليون دولار)، و"ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك" (1.265 تريليون دولار)، و"تي إس إم سي" (906.26 مليار دولار)، و"بيركشاير هاثاواي" (879.49 مليار دولار)، و"إيلي ليلي" (839.82 مليار دولار). اسم "إنفيديا" (NVIDIA) هو مزيج من عنصرين: "إينفيديا (Invidia)"، المصطلح اللاتيني الذي يعني الحسد، والاختصار "إن في (NV)"، الذي يرمز إلى "الرؤية التالية (next vision)"، والذي استخدمته الشركة بداية في ملفاتها.

إقرأ أيضا: "إنفيديا" والرأسمالية الرقمية "المتوحشة"

يرجع الارتفاع في سعر سهم "إنفيديا" إلى حد كبير إلى أدائها المالي القوي والطلب المستمر على وحدات معالجة الرسوم الممكّنة بالذكاء الاصطناعي. وتعزّز المناورات المالية الاستراتيجية للشركة والابتكار المستمر للمنتجات مكانتها الرائدة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من التقلبات القصيرة في السوق، مما يجعل "مايكروسوفت" تقفز مرة أخرى إلى المرتبة الأولى، لا يزال المحللون متفائلين إلى حد كبير، ويدعون إلى شراء أسهم "إنفيديا".

.أ.ف.ب
المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جنسن هوانغ في مؤتمر أشباه الموصلات في تايوان.

وقد تراجعت أسهم "إنفيديا" بنسبة 6.7 في المئة الاثنين الماضي، بسبب جني الأرباح، مما ساهم في انخفاضها لمدة ثلاثة أيام بنسبة 16 في المئة، وأثر في قطاعات أشباه الموصلات والتكنولوجيا في شكل أوسع. مثلاً، انخفض المؤشر الرئيسي في تايوان بنحو 2 في المئة الاثنين، مسجلاً أكبر انخفاض له في شهرين، بينما خسرت الشركة الرائدة "تي. إس. إم. سي." أكثر من ثلاثة في المئة.

البراعة والتحديات التكنولوجية

لتعزيز جاذبية أسهمها، أعلنت "إنفيديا" تقسيم الأسهم بهدف جعلها في متناول المستثمرين الأفراد. تاريخياً، أدت هذه التقسيمات إلى أداء إيجابي للأسهم، مما يعكس ثقة المستثمرين وإمكانات النمو.

منذ تأسيسها عام 1993، دفعت "إنفيديا" ابتكار وحدات معالجة الرسوم إلى مستويات غير مسبوقة. لقد وسعت قدرات وحدات المعالجة بالذكاء الاصطناعي الخاصة بها حصتها السوقية بشكل كبير في صناعة التكنولوجيا. وتوفر شبكة برمجيات بنية الأجهزة الموحدة الحسابية (Compute Unified Device Architecture أو CUDA) من "إنفيديا" ميزة تنافسية يعاني المنافسون في مطابقتها. 

مع 208 مليارات ترانزستور، صُمِّمت "بلاكويل" للتعامل مع مجموعات البيانات الضخمة المطلوبة لنماذج اللغات الكبيرة، ولا تزال التحديات كثيرة

ويؤكد الطلب المستمر والمرتفع على رقائق الذكاء الاصطناعي من "إنفيديا" من مجموعة واسعة من العملاء، من عمالقة التكنولوجيا إلى الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، مكانة الشركة الراسخة في قطاع أشباه الموصلات.

منافسة وتوتر سلاسل الإمداد

تُشتهَر وحدات معالجة الرسوم من "إنفيديا" بأدائها المتفوق في أسواق الألعاب وأسواق المهن الاحترافية، مما يعزز الولاء القوي للعلامة التجارية. ويؤدي الاستثمار الكبير للشركة في البحث والتطوير إلى ابتكارات متطورة، لا سيما في الذكاء الاصطناعي، مما يدفع قيمتها السوقية إلى الارتفاع. وتشكل شبكة برمجيات بنية الأجهزة الموحدة معيارا في مختلف الصناعات، مما يعزز الولاء للمنتج.

على الرغم من قيمتها السوقية المثيرة للإعجاب، تواجه "إنفيديا" منافسة وتحديات كبيرة في صناعة أشباه الموصلات. تتحدى شركات منافسة مثل "إيه. إم. دي." و"إنتل" والشركات الداخلة حديثاً إلى القطاع مثل "غوغل"، التي تطور رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، حصة "إنفيديا" في السوق باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التوترات الجيوسياسية التي تؤثر في سلاسل الإمداد إلى تأخير الإنتاج وزيادة التكاليف لشركات أشباه الموصلات، بما في ذلك "إنفيديا".

سارة جيروني كارنيفيل

للمزيد إقرأ: إحتدام الحرب العالمية لصناعة الرقائق الإلكترونية

مع ذلك، ينطوي اعتماد "إنفيديا" على الأسواق المتقلبة مثل سوقي الذكاء الاصطناعي والألعاب، على أخطار شتى، إذ يمكن أن تؤدي التحولات في طلب المستهلكين أو التقدم التكنولوجي لدى المنافسين إلى توقعات مالية سلبية. ويُعَد نمو الشركة مدفوعاً أيضاً بعمليات استحواذ، مثل محاولة الاستحواذ على "آرم المحدودة"، التي أحبطتها عقبات تنظيمية. ويمكن أن تؤثر هذه النكسات في التخطيط الاستراتيجي وثقة السوق.

في "مؤتمر تكنولوجيا وحدات معالجة الرسوم (جي. تي. سي.) 2024"، سلط الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا" جنسن هوانغ، الضوء على الأثر التحويلي للذكاء الاصطناعي في الأنظمة في مختلف الصناعات. وقدمت "إنفيديا" أحدث بنية لوحدات معالجة الرسوم، "بلاكويل"، التي تمثل قفزة كبيرة في الطاقة الحسابية وإدارة البيانات للمؤسسات.

مع 208 مليارات ترانزستور، صُمِّمت "بلاكويل" للتعامل مع مجموعات البيانات الضخمة المطلوبة لنماذج اللغات الكبيرة (large language models أو LLMs). مع ذلك، ينطوي الانتقال إلى الأنظمة التي تركز على الذكاء الاصطناعي على تحديات كبيرة، ولا سيما التكاليف المرتبطة بإنشاء البنية التحتية اللازمة، مما يحتم على الشركات التخطيط الاستراتيجي لاستثماراتها في الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى قدر من العوائد. 

تواجه الشركات قرارات حاسمة في شأن استخدام الخدمات السحابية أو إنشاء أنظمة في مواقع هذه الشركات لنشر الذكاء الاصطناعي. وفق "مجموعة الاستراتيجية المؤسسية" (إي. إس. جي.) التابعة لـ"تك تارغت"، هناك حاجة متزايدة للأنظمة القائمة في المؤسسات للاستفادة بسرعة من موارد البيانات. وتتعاون شركات مزودة للأجهزة مثل "ديل تكنولوجيز" و"هيتاشي فانتارا" و"بيور ستوردج" مع "إنفيديا" لتطوير منتجات وخدمات البنية التحتية المحسنة للذكاء الاصطناعي، مما يوفر خيارات متنوعة للمؤسسات.

التصدي لتحديات تبني الذكاء الاصطناعي

ويتطلب دمج الذكاء الاصطناعي في شكل فاعل، تحديد المؤسسات لأهدافها، مع الأخذ في الاعتبار مدى استخدام البيانات، وعدد العناصر اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت الشركة ستطور نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها أو ستستخدم نماذج حالية. ويسهل التواصل مع مزوّدي الخدمات الذين يقدمون مجموعة واسعة من المنتجات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، اتخاذ القرارات المناسبة في هذا الإطار.

ثمة نقص في الموظفين المؤهلين القادرين على تنفيذ البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ما يجعل من الصعب على المؤسسات توظيف المواهب المناسبة

ينطوي اعتماد الذكاء الاصطناعي على تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف البنية التحتية، والاختيار بين الخدمات السحابية والأنظمة القائمة في الشركات، وضمان التوافق بين الأهداف التنظيمية وقدرات الذكاء الاصطناعي. تقدم بنية "بلاكويل" من "إنفيديا" حلولاً متقدمة، ومع ذلك قد يكون الاستثمار المطلوب باهظاً للشركات الصغيرة أو الشركات الناشئة. 

علاوة على ذلك، ثمة نقص في الموظفين المؤهلين القادرين على تنفيذ البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مما يجعل من الصعب على المؤسسات توظيف المواهب المناسبة. ومن الضروري أيضاً معالجة المخاوف المستمرة في شأن خصوصية البيانات وأمنها، إذ تصبح المؤسسات أكثر اعتماداً على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تحلل المعلومات الحساسة وتخزنها.

يوفر الذكاء الاصطناعي العديد من المنافع، بما في ذلك زيادة الكفاءة والقدرة على معالجة مجموعات البيانات الكبيرة بسرعة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أسرع وإنتاجية أكبر. ويستطيع الذكاء الاصطناعي أيضاً إتاحة خدمات ومنتجات جديدة، وتحويل مجرى الأعمال وتوفير ميزة تنافسية. ويمكن للقوة الحسابية التي توفرها بنى مثل "بلاكويل" أن تدفع البحث والتطوير المتقدّمَين، مما يعزز الابتكار.

البدائل في سوق الرقائق

ومع ذلك، يمكن أن يكون الاستثمار الأولي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والتكاليف التشغيلية المستمرة كبيراً، مما يؤثر في الموارد المالية للشركة. وقد يكون دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في سير العمل الحالي أمراً معقداً ويتطلب مهارات متخصصة. كذلك قد يعرّض الاعتماد المفرط على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الشركات إلى أخطار الأعطال التكنولوجية أو الهجمات السيبرانية.

يعمل مزودو الخدمات السحابية الكبيرة، مثل "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت"، على تطوير شرائح ذكاء اصطناعي متخصصة، ودخول السوق بحلول مثل "وحدات معالجة الموترات"

أدت هيمنة "إنفيديا" في سوق الذكاء الاصطناعي إلى تحديات في التوريد وارتفاع في تكاليف رقائقها، مما دفع الشركات إلى استكشاف بدائل من منتجاتها. بدأ تاريخ الاستفادة من وحدات معالجة الرسوم لتدريب الشبكات العصبونية (neural network training) مع استخدام باحثي الذكاء الاصطناعي بطاقات الرسوم، مما أدى إلى تطورات رائدة في التعرف الى الصور.

تعمل "إنتل" و"إيه. إم. دي." بنشاط لتطوير قدراتهما في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن "إنتل" لا تهيمن على سوق وحدات معالجة الرسوم، فقد استثمرت في البنى المتقدمة وطبقات البرمجيات لجذب علماء البيانات. وتُعَد معالجات "تعزيز التعلم العميق" (Deep Learning Boost) و"زيون سكيلابل" (Xeon Scalable) العاملة بالذكاء الاصطناعي لدى الشركة، جزءاً من الجهود المبذولة للتنافس مع "إنفيديا". ويهدف أحدث مسرع يعمل بالذكاء الاصطناعي من "إنتل"، "غاودي 3" (Gaudi 3)، إلى منافسة "إتش 100" (H100) من "إنفيديا" بمعايير أداء فائقة.

ماثيو هولاند

إقرأ أيضا: الرقاقات الميكروية على خريطة الصراع الجيوسياسي

 أما "إيه. إم. دي."، فبعد الاستحواذ على شركة تصنيع وحدات معالجة الرسوم "أراي تكنولوجي إنك" (إيه. تي. آي.) عام 2006، عانت في البداية للاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، منذ عام 2023، عادت "إيه. إم. دي." مع وحدة معالجة الرسوم "إم. آي. 300 إكس." (MI300X) الخاصة بها، التي تتميز بمواصفات تنافسية في مقابل عروض "إنفيديا".

التدقيق التنظيمي في أوروبا

ويعمل مزودو الخدمات السحابية الكبيرة - مثل "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" على تطوير شرائح ذكاء اصطناعي مخصصة، ودخول السوق بحلول مثل "وحدات معالجة الموترات" (Tensor Processing Units أو TPUs) من "غوغل" و"تراينيوم" (Trainium) من "خدمات أمازون السحابية" ورقائق "مايا" (Maia) من "مايكروسوفت". وتوفر هذه الرقائق المخصصة بدائل لوحدات معالجة الرسوم من "إنفيديا"، إذ تملك أداء تنافسياً وتُعرَض بأسعار أدنى.

اجتذب موقع "إنفيديا" في السوق تدقيقاً من السلطات التنظيمية. في عام 2023، شنّت "هيئة المنافسة الفرنسية" غارة على مكاتبها، للاشتباه في قيامها بممارسات تخل بالمنافسة

تطور شركات أوروبية مثل "إس. تي. مايكروإلكترونيكس" وشركات أوروبية ناشئة مثل "سي بيرل" و"كارلراي" رقائق ذكاء اصطناعي بغرض المنافسة عالمياً. وإذ تواجه تحديات في مطابقة رأس المال والحجم لدى الشركات الأميركية العملاقة، تركز هذه الشركات على الأسواق المتخصصة والقدرات الفريدة لتأسيس موطئ قدم في شبكة الذكاء الاصطناعي. 

غارة فرنسية على "إنفيديا"

كذلك اجتذب موقع "إنفيديا" في السوق تدقيقاً من سلطات تنظيمية. عام 2023، شنّت "هيئة المنافسة الفرنسية" غارة على مكاتب "إنفيديا"، للاشتباه في قيامها بممارسات تخل بالمنافسة في قطاع بطاقات الرسوم. وعلى الرغم من عدم توصل المحققين إلى أي استنتاجات، يسلط ما جرى الضوء على التحديات التنظيمية التي قد تواجهها "إنفيديا" مع استمرارها في السيطرة على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.

في الخلاصة، يُعَد النمو السريع الذي تشهده "إنفيديا" وهيمنتها في قطاع الذكاء الاصطناعي مدفوعين بتكنولوجيا وحدات معالجة الرسوم المبتكرة والاستثمارات الاستراتيجية والطلب القوي في السوق. وعلى الرغم من المنافسة الجدية التي تواجهها الشركة وارتفاع تكاليف البنية التحتية والتدقيق التنظيمي، تظل "إنفيديا" قوة رائدة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي. ومع تطور مشهد الذكاء الاصطناعي، على المؤسسات التعامل مع هذه التحديات والتغلب عليها واستكشاف حلول بديلة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في شكل فاعل، وتحقيق التوازن بين التكلفة والكفاءة والمواءمة الاستراتيجية.

font change

مقالات ذات صلة