- المرأة هاجس لديك، فما الذين تريدين التعبير عنه من الحضور النسائي في أعمالك؟
في أعمالي، أعتبر المرأة بطلة تاريخية أو شخصية أسطورية، تبرز ثقافتنا وتاريخنا وتعكس جماله وقوته بأسلوب فني مميز. أستخدم الشكل الإنساني والشخصيات الواقعية لأبرز ثقافتنا وقيمنا وأعطي كل قطعة من أعمالي قصة ملهمة عن المرأة السعودية وقدرتها على التألق والتميز في مختلف المجالات. من خلال تراثنا وثقافتنا العربية، أجد الإلهام لخلق أعمال فنية تعبر عن الجمال والأصالة وقيمنا المجتمعية. فأعمالي تسعى إلى تمكين المرأة وتحريرها، وتعزيز قدرتها على تحقيق الأحلام والتميز في حياتها.
- تحرصين على التنوع في ما تقدمينه عن المرأة، أليس كذلك؟
بالفعل، أركز في أعمالي الفنية على الاستدلال بجمال البيئة والطبيعة المحلية، وربطه بماضينا التاريخي وتراثنا الثري. من خلال استخدام مختلف المنسوجات والمواد المعاد تدويرها، أحاول خلق قطع فنية تحمل تفاصيل وقصصا عن المرأة العظيمة، تلك التي تروي حكايات الصمت إلى اكتشاف الذات والسلام الداخلي. باختصار، المرأة في أعمالي تعني تاريخ الجمال وثقافته، وهي مصدر إلهام دائم يساعدني في تقديم أعمال فنية ملهمة ومعبرة.
- هل هناك شخصية نسائية محددة تلهمك؟
كل الشخصيات النسائية تلهمني بشجاعتها وتفانيها وإرادتها لتحقيق التقدم الإيجابي في المجتمعات والعالم سواء، فأنا بهن أتأثر وأؤثر وأفتخر كوني واحدة منهن.
- لكنك وثقت شخصيات نسائية محددة؟
نعم من خلال معرض "دخون"، المشروع الوثائقي الذي استلزم مني تسع سنوات من البحث، ركزت فيها على توثيق واستكشاف حياة وإنجازات النساء الملهمات من شبه الجزيرة العربية. مثل قصة سلمى وموضي بسام، وفاطمة أميرة شمال، وقصص نساء أخريات، اخترت قصصهن بعناية بعد جهد وبحث شاق في مناطق السعودية.
ويستند المعرض إلى جهود فنية وتحليلية متعمقة، حيث قمت بجولة بحثية لتسجيل وتوثيق سير وحياة مجموعة من النساء بعناية فائقة. بدأت هذه الرحلة الفنية عندما شعرت بالحاجة إلى تسليط الضوء على تاريخ النساء الملهمات وتوثيق إرثهن في تاريخ السعودية وتنظيم سلسلة من المعارض، بداية من معرض "ريحانة" وانتهاء بـ"دخون".
تمكنت من اكتشاف العديد من القصص المؤثرة والمثيرة التي تعكس تحديات ونجاحات تلك النساء. ولهذا تمكن المعرض من إلهام وتعزيز الوعي بدور المرأة السعودية في المجتمع والعالم وإشراك الجمهور في حوار مهم حول التراث والهوية الثقافية.
معرض "دخون" يقدم تجربة إرث ثقافية وتعليمية غنية، تمزج بين الجمال الفني والتأمل في تأثير النساء في صنع التاريخ والتطور الثقافي.
- هل واجهتك تحديات كونك امرأة؟
بالطبع، كوني امرأة يعني مواجهة تحديات يومية متعددة، ومن أجل التغلب عليها، استخدمت استراتيجيات متعددة مثل بناء الثقة بنفسي، وتطوير مهاراتي الفنية والشخصية، والاستفادة من دعم الأصدقاء والعائلة الذين كانوا دائما بجانبي. كما عملت على زيادة الوعي بقضايا تهمني، مما ساعدني في تخطي التحديات بثقة وإيجابية.
قصص التحولات
- كيف تؤثر هويتك السعودية على أعمالك؟
هويتي السعودية تعكس تجربة شخصية وثقافية محددة، في رسالة أريد إيصالها تبين تعددية الثقافات والتواصل الإنساني بين مختلف الثقافات والمجتمعات. أرغب في تقديم صورة إيجابية ومثيرة للفضول عن التنوع والتفاعل الإيجابي بين الشعوب والثقافات، من خلال تقديم قصص تعكس الحياة اليومية والتحولات التي مر بها المجتمع السعودي، أتطلع لأن تثير أعمالي النقاشات البناءة والتفكير العميق في قضايا متنوعة تهم المجتمع بشكل عام، مع تأكيد أن الفن لا يعرف حدودا ويستطيع أن يوحد العالم بروحه الجمالية والإبداعية.
أرغب في أن يشعر المشاهدون بالانتماء العميق والعاطفة تجاه تراثنا وتاريخنا الخالد، حتى يتمكنوا من الشعور بالهوية والثقة في أصالتهم وجذورهم. وعند مشاهدة قصص نساء سعوديات، أريدهم أن يستلهموا قوة هؤلاء النساء وإرداتهن في مواجهة التحديات.