تبدو رواية "أغنيات للعتمة" للكاتبة اللبنانية إيمان حميدان رواية عن الألم، الألم الشخصي والعام، ولا انفصال بينهما. فالرواية التي صدرت حديثا عن "دار الساقي" في بيروت تروي قصص أربع نساء في طبقات مختلفة من الزمن، تبدأ من ربيع عام 1908وتنتهي في 18 ديسمبر/كانون الأول 1982.
النساء هنّ أسمهان، الحفيدة الراوية، التي تفتتح الرواية وتختتمها بقصتها، من خلال رسالة تبعث بها إلى صديقة طفولتها ومراهقتها ويدا، فنعرف أنها سافرت إلى نيويورك وهي في حال خوف من أن يمنع مازن سفر ابنتهما معها بعدما كان قد أخذ ابنهما منها في يوم عيد ميلاده السابع. من نيويورك تكتب عن شعورها في الغربة حين كانت في لبنان، حيث تركت بيروت وراءها "مدمَّرة راكعة حزينة فاقدة روحها وناسها وشبابها"، وكيف أن العائلة لم تحمها من "ذكورة يدعمها الشرع وتحرسها القوانين". وهي ذكورة تصبح وجهة لهجاء السرد في الرواية حيث نقرأ عن الأزواج المستبدين بتصرّفاتهم وآرائهم.
خلاصة ألم الأمهات
أسمهان هي خلاصة ألم النسوة الأمهات، إذ تكتبهن كألم في الذكرة، فتبعث بمخطوطة عنهن، هي متن السرد الروائي، الى صديقتها. مبتدئة بمقدّمة/ رسالة إليها: "كان يؤلمني جسدي كلما جلستُ للكتابة، حتى بتّ أشعر أحيانا أنّ قلبي سيتوقّف عن الخفقان. الكثير من الكلام سيبقى مفقودا هنا. لن أستطيع كتابته، أقتصد في ذاكرتي كي لا أتألم".