ابن النفيس وابن رشد والمعري في روايات عربية جديدة

شخصيات تلقي حياتها ضوءا مختلفا على الواقع الراهن

shutterstock
shutterstock
أبو العلاء المعري

ابن النفيس وابن رشد والمعري في روايات عربية جديدة

يشير كثير من الدارسين إلى أن الرواية العربية بدأت أساسا من المرويات التاريخية، وليس أدل على ذلك من البدايات التي نعرفها عند جرجي زيدان وعلي أحمد باكثير بل وحتى نجيب محفوظ وغيرهم. هكذا احتلت الرواية التاريخية منذ وقت مبكر مكانة مهمة في بدايات نشأة الرواية العربية وانتشارها، إلا أن تلك المكانة سرعان ما تراجعت بعد انتشار الروايات الواقعية التي تتحدث عن المجتمع العربي وما فيه من مشكلات وأزمات، ويشعر القراء بأنها أكثر قربا منهم وتعبيرا عنهم والتصاقا بعالمهم.

عندما حازت رواية "موت صغير" للروائي السعودي محمد حسن علوان الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) عام 2017 انشغل الكثير من النقاد والكتّاب بفكرة التأريخ الروائي للشخصيات التاريخية، سواء من باب التنظير لذلك النوع من الكتابة والإشارة إليه والإشادة بأهميته، أو استكشاف حيوات علماء آخرين والكتابة عنهم والدوران حولهم، ولم تكن رواية علوان هي الوحيدة في ذلك المضمار، فقد سبقه الكثيرون ممن عادوا إلى التاريخ العربي لتناول سير العلماء والمفكرين العرب، فوجدنا رواية "العلامة" لبنسالم حميش يتناول فيها سيرة ابن خلدون، كما كتب واسيني الأعرج عن عبد القادر الجزائري روايته، "كتاب الأمير"، وكتب محمد العدوي رواية "الرئيس" عن ابن سينا، وغيرها من الروايات.

"الوراق" وابن النفيس

تتباين مشاريع الكتاب والروائيين وتختلف أهدافهم حول اختيار الشخصيات التاريخية التي يقررون استعادتها وتناولها في أعمالهم الروائية، وبدا لافتا في السنوات الأخيرة اهتمام عدد من الروائيين بالتأريخ لفترات زمنية محددة وتناول شخصيات تاريخية كان لها أثر كبير في الفلسفة أو العلم والثقافة، من هؤلاء الروائي المصري يوسف زيدان الذي سطع نجمه بعد فوز روايته "عزازيل" بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) عام 2009، وكان لدراسته للتراث والمخطوطات أكبر الأثر على إنتاجه الأدبي، حتى أنه ركز في رواياته الثلاث الأخيرة على تناول شخصيات تاريخية، فكتب عن عالِم البصريات ابن الهيثم وصلته بالخليفة الحاكم بأمر الله في روايته "حاكم جنون ابن الهيثم"، كما تناول أطرافا من سيرة ابن سينا في روايته "فردقان اعتقال الشيخ الرئيس"، وها هو يطل علينا أخيرا بروايته "الوراق" التي يحكي فيها جزءا من سيرة وحياة ابن النفيس التي بدا فيها اختلاف عما عهده القراء منه في رواياته السابقة.

تتباين مشاريع الكتاب والروائيين وتختلف أهدافهم حول اختيار الشخصيات التاريخية التي يقررون استعادتها وتناولها في أعمالهم الروائية

تبدأ الرواية بسيرة سفير "الوراق" الذي عهد إليه أن يكتب "أمالي أبي العلاء ابن النفيس"، وتبدو حكايته شيقة، تحتلّ شطرا كبيرا من الرواية، لا يكتفي فيها زيدان بعرض حال الكاتب وأحواله في ذلك العصر، ولكنه يضيء من خلاله على أحوال الناس والمجتمع في مصر في ذلك العصر الذي امتلأ بالحروب والصراعات حيث التتار على الحدود والمماليك يحاربونهم حينا ويتنازعون الملك من الأيوبيين حينا آخر، كل ذلك مقسم بين فترتي حياة كل من سفير الوراق وعلي ابن النفيس.

gettyimages
الروائي المصري يوسف زيدان

وربما تكون المشكلة الرئيسة في الرواية أنها تركز على تفاصيل سياسية في  الفترة الزمنية التي عاشها ابن النفيس ثم الوراق من بعده، بأكثر مما تحكي عن ابن النفيس نفسه وحياته وتجاربه وإنجازاته الطبية والمعرفية، وربما قصد الكاتب من ذلك أن يضع للقارئ مفاتيح لقراءة الشخصية دون الإيغال في التعرف إليها. وربما يكون ذلك شأن الكثير من الروايات التي تستلهم سيرة شخصية من الأعلام للحديث عنها، بحيث تعرض أطرافا من سيرته بالتوازي مع الفترة الزمنية التي عاش فيها، والتي ربما يجد فيها القارئ تقاطعات مع ما نعيشه في عالم اليوم من صراعات وحروب لا تنتهي. ولعل شخصية المؤرخ غلبت على الكاتب، لا سيما حينما يتحدث العالم والطبيب ابن النفيس في مذكراته عن المؤامرات التي حاكها المماليك بعضهم ضد بعض، أو تلك التي دارت في أراضي التتار حتى استقام أمرهم، ولم يكن ابن النفيس قريبا من السلطة إلى هذا الحد، بل كان معالجا للظاهر بيبرس، وعينه رئيس الأطباء في مصر، ولا شك أنه كان شاهدا على الكثير من الأحداث والمعارك والصراعات السياسية في ذلك العصر،  ويشترك ابن النفيس مع سفير الوراق في أنه ليس من أهل مصر أصلا، فقد قدم ابن النفيس من الشام، وجاء الوراق من الصعيد ليقيم في القاهرة، ولا شك في أنه اختار له هذا المقام حتى يتسنى له بعد ذلك مقابلة ابن النفيس، وفي الوقت نفسه يكون عينا على ما يحدث فيها وراصدا لأحوال أهلها في تلك الفترة، يقول:

"القاهرة مبهجةٌ، ومقلقة، ويقال إنها أكثر مدن الدنيا ازدحاما في ابتداء ذهابي إليها، ومع بهجتي بالخروج من الأفق القليوبي الضيق، كنتُ أقلق ممن معي من التجار الذاهبين إليها بخيرات الأرض، لأنهم أكبر سنا وأكثر خبرة وعند وصولي، ومع بهجتي عند كراء حمارٍ لأركبه إلى «خان الوراقين» حيث وكالة فلتة، كنت أقلق من ازدحام الطرقات ومن نظرات الشحاذين والشُّطَّار والعَيَّارين، والعَسَس وعند عودتي، ومع ابتهاجي بالأجرة التي نقدني إياها فلتة، كنت أقلق على ما معي من المال، وأخشى عدم اللحاق بالجماعة العائدة إلى قليوب. وقد فاتني الركبُ يوما، فاحترتُ حينا ثم رجعتُ ماشيا إلى فلتة الوراق، فهوَّن عليَّ الأمر وسمح لي بالمبيت ليلتها في الوكالة".

shutterstock
ابن النفيس

على هذا النحو قسمت الرواية بين الشخصيتين، ابن النفيس والوراق، وذلك ما فعله زيدان من قبل في رواية "حاكم" حيث جمع بين حكاية الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وبين أطراف من سيرة عالم البصريات الحسن ابن الهيثم، في الوقت الذي اختص فيه ابن سينا برواية "فردقان" وتناول فيها سيرته من طفولته حتى وفاته.  

أبو العلاء المعري و"فتنة الغفران"

ربما يتفق مع تلك الرؤية وذلك العرض من حيث الجمع بين الحديث عن الفترة التاريخية وأحداثها ثم التطرق الى سيرة واحد من أعلام هذه الفترة، ما يذهب إليه الروائي الكويتي حمود الشايجي في روايته "فتنة الغفران". فسيفاجأ القارئ بأن الرواية تعود إلى ما قبل مولد أبي العلاء المعري وكأنه يمهد للقارئ البيئة السياسية والثقافية والاجتماعية التي نشأ فيها المعري، فيعود بنا إلى عام 335 للهجرة لنتعرف إلى حسين بن علي المغربي في أيام شبابه قبيل توليه وزارة سيف الدولة الحمداني، ويبدو حسين وعائلته في الفصول الأولى من الرواية أبطالا أساسيين يتكشف من خلالهم ذلك العصر وما كان يدور فيه من صراعات بين أهل السلطة والأدب، فسرعان ما يحضر أبو الطيب المتنبي أيضا وأبو فراس الحمداني، وتلك العلاقة الملتبسة التي كانت تجمعه بسيف الدولة، وكافور الإخشيدي في القاهرة. ولا يقتصر الشايجي في حكايته على الأبطال الرئيسيين الفاعلين من أهل السلطة والنفوذ في ذلك العصر، بل يمنح الرواية أصواتا متعددة فتظهر الجارية والخدم بأصواتهم وعلاقاتهم بأصحاب السلطة وأفكارهم ورؤاهم، فنجد الصبي مشراح يتحدث والجاريتين توق وزهور كذلك في فصول قصيرة مكثفة جنبا إلى جنب الوزيرين سيف الدولة وأخيه سعد الدولة وغيرهما.

 لعل شخصية المؤرخ غلبت على الكاتب، لا سيما حينما يتحدث العالم والطبيب ابن النفيس في مذكراته عن المؤامرات التي حاكها المماليك بعضهم ضد بعض

لا يظهر أبو العلاء المعري في الرواية إلا في الفصل الثالث المعنون بالتاريخ (355-400) والذي يقدمه بأبياته الشهيرة: تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد. وفيها تبدأ علاقة علي بن الحسين وأخيه محمد المغربي بأبي العلاء المعري حينما كان يدرس في مسجد المعرة بدمشق، وكيف كانت بدايتهما معا في التعرف الى نوادر الكتب والمخطوطات وتحصيل العلم والأدب، حتى تفرقا فذهب علي الفسطاط إلى مصر واعتزل أبو العلاء في بيته. ويبقى السرد موزعا بين أحوال عائلة الوزير المغربي وبين إشارات خاطفة لأبي العلاء ومن حوله، حتى أن الحديث عن موقف السلطة منه يأتي في حوار خاص بين ابن القارح وأبي داود:

الأديب والروائي الكويتي حمود الشايجي وغلاف روايته الجديدة "فتنة الغفران"

"أهل السلطة والسياسة لا يهتمون بأهل التقية، إذا كان ما يُسِرُّونه لا يهدد سلطتهم" سبَّابته لا تزال تهتزُّ أمام عيني رغم إنزالها من مدة، فما قاله سيطر على كل عقلي سألني إن كان في قول كلب المعرة أو فعله ما يهددهم؟ ما ينزع عنهم سلطانهم، أكَّدتُ أن كل ما يقوله يدعو إلى الخروج عن الجماعة لم تَرُقْ لابن القارح جملتي المستعجلة سألني: إن كان يدعو إلى جماعة أخرى، بتردد أجبتُه: "إنه لا يرى لزوما لأي جماعة" قاطعني،"إن كان يدعو إلى الفردية فلن يخافه أهل السياسة، ولن يهتموا لأمره، فأكثر ما يخيفهم هو الجمع، أما التفرُّد فلا خوف منه، بل عليه".

وهكذا تدور الرواية حول أبي العلاء ولكن من خلال تركيز السرد على شخصيات أخرى تعكس البيئة السياسية والثقافية لذلك العصر المليء بالمؤامرات والمكائد والدسائس من جهة، كما اهتم بعرض الحياة الاجتماعية لعالم الأدب والورّاقين في ذلك الوقت واتسمت لغته بالشاعرية لاىسيما في الحديث عن علاقات تلك الشخصيات على اختلافها ببعضها وكيف كان الحوار يدور بينها سواء أكانوا من علية القوم من أهل السلطة أو من أصحاب الكتابة والأدب والعلم، والملاحظ أن الكاتب لم يهتم بتعريف شخصيات الرواية لقرائه قدر اهتمامه بتقديم صورة بانورامية عن ذلك العصر من مختلف الفئات والشخصيات، وربما ذلك ما يجعل الرواية تخرج عن كونها تعبيرا دقيقا ووصفا تاريخيا لسيرة أبي العلاء التي كتب عنها الكثير بين أهل الأدب والتاريخ، إلى أن تكون سيرة روائية موازية لذلك العصر الذي عاش فيه أبو العلاء وتأثر بما فيه من صراعات سياسية وفكرية وثقافية دفعته إلى اختيار العزلة وأن يكون "رهين المحبسين".

ابن رشد و"بيت من زخرف"

يختلف الأمر إلى حدٍ كبير مع رواية "بيت من زخرف" للروائي المصري إبراهيم فرغلي، إذ لا يقتصر الأمر عنده على الحديث عن العالم والفيلسوف الكبير ابن رشد وإنما ينتقل من خلال روايته إلى المقابلة بين الماضي والحاضر من خلال حكاية أستاذ الفلسفة الجامعي إسكندر الذي يحاضر في جامعات إسبانيا هاربا من اتهامه بالكفر والتفريق بينه وبين زوجته، ولكن تلك المعلومة لن يعرفها القارئ إلا في نهاية الرواية، بعد أن يكون قد تعرّف الى رحلة ذلك الأستاذ مع ابن رشد والحكاية الغريبة التي جمعته بأوراق قديمة منسوبة إلى عشيقته القرطبية، وذلك من خلال تلميذته هناك، ماريا إليانا، التي تكشف له عن  ذلك المخطوط المتروك في مقبرة ابن رشد.

ذلك ما يجعل الرواية تخرج عن كونها وصفا تاريخيا لسيرة أبي العلاء إلى أن تكون سيرة روائية موازية لعصره

رحلة طويلة وغريبة نخوضها مع الأستاذ الجامعي وتلميذته، تتوازى معها أطراف من حكاية ابن رشد التي يستحضرها السارد من خلال صوته حينا وأصوات بعض معاصريه أحيانا أخرى، حتى نصل إلىى لبنى القرطبية، تلك العشيقة التي التقته في منفاه في مدينة إليسانة واستطاعت أن تتعرف إليه عن قرب، وعلى الرغم من أن العنوان الجانبي للرواية هو "عشيقة ابن رشد"، إلا أن حضورها في النص وحكايتها لا يتجاوزان ربع الرواية، وإن بقيت الجزء الأثرى، لا سيما لكونه يتحدث عن جوانب قد تكون مجهولة من شخصية العالم والمفكر والفيلسوف الكبير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في زمنه وبعد وفاته، وإلى هذا تشير الرواية بشكل واضح من خلال تلك التلميذة الإسبانية التي تتبع آثاره وتريد أن تتعرف الى خفايا حكايته التي لا يعرفها الجميع، بل وتحرص من خلال تعاونها مع الأستاذ الجامعي على توثيق هذا كله في كتاب يبقى شاهدا للأجيال المقبلة.

استطاع إبراهيم فرغلي أن يجمع في روايته بين عرض عدد من أحوال وأفكار ابن رشد من جهة وبين أن يقابله بوضع المفكرين والمثقفين العرب اليوم، بعد كل هذه السنوات، وكيف أن الأفكار التي نادى بها ابن رشد لا تزال تواجه بالجحود والنكران، وأن إعمال العقل والمنطق لا يزال يواجه صاحبه الكثير من التهديدات، ولعل هذه هي الرسالة التي يخلص إليها إبراهيم فرغلي والتي كتب من أجلها روايته. لذا هو يهدي الرواية منذ صفحاتها الأولى إلى "روح نصر حامد أبو زيد"، ولا شك أن القارئ سيجد تشابها بين حكاية بطل روايته وبين حكاية الدكتور نصر أبو زيد الذي حوكم واتهم بالكفر والتفريق بينه وبين زوجته في محنته الشهيرة.

على هذا النحو جاءت "بيت من زخرف" لكي تجمع بين سيرة أبي الوليد من القرن الثاني عشر الميلادي حتى نصل إلى القرن الحادي والعشرين، وتشير إلى أن  المثقف والمفكر لا يزال يعاني في العالم العربي مما عانى منه ابن رشد، وتبقى أفكاره وكتبه مهددة بالنفي والحرق والتكفير. ولا يقف إبراهيم فرغلي في ذلك عند اتهام السلطة الحاكمة فحسب، بل يشير بوضوح إلى مواطن الخلل داخل الجماعة الثقافية نفسها، فيقول على لسان إسكندر:

shutterstock
ابن رشد

"المثقفون يا عزيزتي ينتظرون مثل هذه الوقائع منذ عقود لكي يرددوا في كل مرة كلاما جميلا عن حرية التعبير المهدورة، ومحاكم التفتيش، ويجدون موضوعات مثيرة يكتبون عنها بلغة عصبية ينددون فيها بالحريات المهدرة، وأحيانا بلغة باردة متأملة يضعون فيها جملا براقة يثبتون فيها لأنفسهم قدراتهم على الكتابة والتأمل وإنتاج الأفكار، ... الكارثة التي تبينت لي خلال هذه المحنة أيضا أن بعض المثقفين يرون في القضايا التي تتعلق بحرية التعبير في أمور تخص الإصلاح الديني مثلا خطرا يفضل الكثير منهم الابتعاد عنها، قد يتضامنون مع كاتب يكتب كتابا إباحيا أو يتعرض لمحنة بسبب كتابة مقطع جنسي، أما في قضايا الإصلاح الديني فستختلف المقاييس!".

يجمع إبراهيم فرغلي بين عرض أحوال وأفكار ابن رشد ووضع المفكرين والمثقفين العرب اليوم

إلا أن الرواية لا تتوقف عند ذلك فحسب، وإنما تستحضر مع ابن رشد عددا من معاصريه، فيحضر ابن عربي وابن زرقون في فصلٍ خاص، كما تحضر الحروب التي خاضتها الأندلس في ذلك الوقت العصيب بين الموحدين والقشتاليين، وكيف كان أثر تلك الحروب على المجتمع في ذلك الوقت وطرق تلقيهم للأفكار المختلفة، كما تحدث عن عالم الوراقين وكيف كانوا يتلقون أفكار ابن رشد وكتبه وكيف سعى بعضهم للاحتفاظ بها بعيدا عن أعين الحاكم، بالإضافة إلى ذلك وضع فرغلي عددا من الفصول الفانتازية في الرواية حيث استنطق الطائر "القمري" الذي يتابع ما يجري لنعش ابن رشد من مراكش إلى قرطبة وكيف كانت الأوراق تتطاير من النعش وكأن لها أجنحة على نحو مقولة ابن رشد الشهيرة بعد الأمر بإحراق كتبه.  

font change

مقالات ذات صلة