سالار عبده روائي ومترجم وكاتب مقالات أميركي من أصل إيراني ولد في طهران ثم انتقل مع أسرته إلى الولايات المتحدة حين كان في الرابعة عشرة من عمره. يشغل حاليا منصب مدير برنامج الدراسات العليا للكتابة الإبداعية بجامعة نيويورك. صدرت له عدة أعمال أدبية نالت تقديرا نقديا واختيرت روايته "خارج بلاد ما بين النهرين" ضمن قائمة أفضل أعمال عام 2020 في صحيفة "نيويورك تايمز". من أعماله روايات "طهران في الغسق" التي صدرت ترجمتها العربية مطلع هذا العام عن "دار صفصافة للنشر" بالقاهرة، و"الأفيون"، و"لعبة الشاعر". كما صدرت له أنطولوجيا قصص قصيرة لكتاب من إيران بعنوان "طهران السوداء" وكتاب "إيران الحضارية". هنا حوار "المجلة" معه.
- في روايتيك "خارج بلاد ما بين النهرين" و"أفيون"، ناقشت مجموعة من المواضيع الشائكة، مثل الإدمان والحرب، كيف تختار المواضيع التي تطرحها في أعمالك؟
تنبع المواضيع عادة من اهتمامي العميق بها، ولا أستطيع تجنب الكثير منها لأسباب تتعلق بالجغرافيا والتاريخ. تكاد أن تكون الحرب أمرا ثابتا في الشرق الأوسط. ففكرة "خارج بلاد ما بين النهرين"، على سبيل المثل، نشأت من الخطر الحقيقي الذي شكله تنظيم "داعش" عند ظهوره المفاجئ في سوريا/العراق. صدف أنني كنت في العراق في بداية هذه الحرب، وصدف أنني كنت هناك مرة أخرى أثناء حصار الموصل على الرغم من وجودي في تلعفر القريبة من الحدود السورية. بمجرد انتهاء هذه الحرب على الرغم من أنها لم تنته حقا بطريقة ما، خرجت منها وأنا أعلم أنني سأكتب عن تجربتي كصحافي شاهد أخوتي العرب الذين حاربوا وقاتلوا والذين نجوا في تلك الحرب المروعة لنحو عشر سنوات . وبطريقة ما، يمكنك القول إنني لم أستطع تجنب الكتابة عن الحرب. نعم، صحيح أنني، مثل الكثير من الناس في طهران، كان بإمكاني الجلوس في المنزل وشرب القهوة والشاي في المقاهي والتنقل بين المعارض الفنية مساء يوم الجمعة دون أن أعير أي اهتمام لما يحدث على بعد بضع مئات من الكيلومترات إلى الغرب. لكنني لم أستطع فعل ذلك. كانت الحرب حقيقة عليّ مواجهتها. كان عليّ أن أذهب وأرى بنفسي وأحاول أن أفهم لماذا يكون الرجال على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل فكرة. وينطبق الشيء نفسه على مواضيع مثل الأفيون. إن تجارة الأفيون وتعاطيه جزء من جغرافيتنا، خاصة إلى الشرق، في أفغانستان التي نتقاسم معها الثقافة واللغة. جاءت فكرة الرواية من اهتمامي الطويل بمأساة أفغانستان التي بدأت مع الغزو السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي، وتطرف المجاهدين الذين قاتلوا السوفيات، وكل الأحداث التي تلت ذلك، حتى أحداث 11 سبتمبر/ أيلول وما بعدها. الغزو الأميركي الكارثي لأفغانستان وتداعياته التي أدّت إلى سقوط كابول وهروب أميركا المشين من ذلك البلد.