كشف البيان الختامي ومواقف الوفود المشاركة في مؤتمر السلام حول أوكرانيا الذي انعقد في سويسرا أن الطريق إلى انهاء الحرب الروسية على أوكرانيا مايزال بعيدا جدا، في ظل تباعد مواقف الطرفين الروسي والأوكراني، وعدم نجاح المشرفين على المؤتمر في حشد دعم بلدان الجنوب لخطة السلام الأوكرانية. يضاف إلى الأسباب السابقة الواقع الجديد المتوقع بعد " زلزال" نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، والمخاوف من تغيرات قد تجلبها الانتخابات المقبلة في بريطانيا والولايات المتحدة.
ولا يرقى البيان إلى الهدف الذي وضعته أوكرانيا حين دعت إلى عقد المؤتمر، باستثناء الديباجة التي أشارت إلى أن "ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن تشكل أساساً لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".
وكما كان متوقعا ركز البيان على ثلاث قضايا ثانوية تحظى باجماع عالمي من أصل عشر نقاط طرحها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي نهاية عام 2022 فيما عرف بخطة السلام الأوكرانية أو "صيغة زيلينسكي للسلام".
ومع الإشارة إلى أن" القمة عُقدت من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى حول مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة"، عبّر المشاركون في صوغ البيان عن الاعتقاد "بأن التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار في ما بينها"، ما يعكس آراء عدد من " بلدان الجنوب" الفاعلة التي قررت المشاركة في المؤتمر وطرح رأيها، ومن أبرزها ما أكده وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان يوم السبت الماضي، من أن مشاركة بلاده في القمة، تأتي انطلاقاً من التزامها بدعم جميع الجهود الرّامية إلى إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام عادل وأمن مستدام. وتشديده على دعم السعودية للمجتمع الدولي في أي خطوة يخطوها لعقد مفاوضات جادة. وفي كلمته للقمة شدد الوزير السعودي على أنه "من الضروري التأكيد على أن أي عملية جادة ستتطلب مشاركة روسية فيها، ونأمل أن تؤدي نتائج هذه القمة لتحقيق هذه الأهداف"، ورأى أن الوصول إلى حل وسط يتطلب تنازلات من الطرفين.
رسالة بوتين الغائب الحاضر
وعشية افتتاح المؤتمر في سويسرا عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رؤية بلاده لكيفية احلال السلام في أوكرانيا والعالم. وبعثت تصريحات بوتين رسالة قوية للمؤتمر حول رفض بلاده سياسة الاملاءات الغربية والوصول إلى وثائق تعرض عليها من أجل التنفيذ، وتأكيده على قدرة بلاده في مواصلة الحرب في حال لم تقبل أوكرانيا بالوقائع على الأرض.