بعد أسبوع من الدخول في الشهر التاسع للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اقتراب البدء في المرحلة الثالثة للحرب على القطاع وذلك خلال أسابيع بحسب ما قالت هيئة البث الإسرائيلية. وتزامن إعلان الجيش الأخير مع إعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، عن ورقة تتكون من ثلاث مراحل تقضي بوقف الحرب وتبادل الأسرى وعودة النازحين إلى شمال القطاع وإعادة الإعمار.
بايدن أعلن أن إسرائيل وافقت على الورقة دون شروط، في الوقت الذي قال فيه خبراء سياسيون إن الورقة أساسها إسرائيلي، وما أعلنه الرئيس الأميركي هو ورقة صيغت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبع ذلك إصدار مجلس الأمن قرارا يقضي بوقف الحرب على قطاع غزة واعتماد ورقة بايدن التي ردت عليها حركة "حماس" يوم 11 يونيو/حزيران الحالي، حيث أعلنت حركة "حماس" موافقتها بعد وضع عدة ملاحظات أبرزها المطالبة بتضمين الورقة نصا صريحا يقضي بإعلان وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خارج حدود قطاع غزة وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر الماضي، الأمر الذي اعتبره خبراء سياسيون أمرا مستحيلا بالنسبة لإسرائيل.
وبالعودة إلى مُجريات الحرب والمراحل التي عايشها أكثر من مليونين و300 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة، والتي راح ضحيتها خلال ثمانية أشهر أكثر من 50 ألف قتيل وأكثر من 85 ألف جريح ومُصاب، أشار محللون سياسيون إلى أن الحرب بدأت في مرحلتها الأولى والتي استمرت قرابة ثلاثة أسابيع بداية الحرب بالقصف الجوي والبري والبحري، والتي طالت غالبية مدن ومخيمات وأحياء القطاع، تبعها الانتقال للمرحلة الثانية والتي ركزت على التوغلات البرية للفرق والألوية في الجيش الإسرائيلي.
وتستمر المرحلة الثانية حتى الوقت الحالي، والتي كان من نتائجها تقسيم قطاع غزة وفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه ومنع عودة النازحين بعد إجبار أكثر من 700 ألف غزي على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع، كما كان من نتائجها إعادة احتلال وسيطرة إسرائيل على كافة معابر قطاع غزة ومنها معبر رفح البري الرابط بين غزة ومصر والسيطرة على كامل الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر أو ما يُعرف بمحور فيلادلفي، هذا بالإضافة إلى تدمير بلدات ومخيمات ومدن القطاع وتدمير البنية التحتية والسيطرة على الحدود الشرقية والشمالية وقضم مئات الكيلومترات بعمق كيلومتر واحد على طول الحدود.