الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في حقل التصوير الطبي

التكنولوجيا منهج إلزامي لأطباء المستقبل

Shutterstock
Shutterstock
نموذج لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الصور الطبية متعددة الأبعاد

الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في حقل التصوير الطبي

ينتشر على نطاق واسع الاستخدام السيئ للعلوم، ولا سيما هذه الأيام مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك ايجابيات وتطورات مدهشة يقدمها لنا التطور العلمي في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة أو الدمج بينهما.

أثبت الذكاء الاصطناعي فعلا انه أداةُ لا نظير لها في الوقت الراهن يمكن استخدامها للدمج بين التخصصات العلمية، وهو على سبيل المثل أحدث ثورة في تقنية معالجة الصور المتعلقة بالعلاج الطبي، وخصوصا في مجال تصنيف الجروح المزمنة التي يعاني البشر في كل أنحاء العالم منها، وهي أحد أهم الأعباء الثقيلة التي تتحملها أنظمة الرعاية الصحية والتي تؤثر على صحة ملايين المرضى في كل الدول هي الجروح الحادة والمزمنة التي لا تلتئم.

تبلغ تقديرات تكلفة الرعاية الطبية لمرضى الجروح المزمنة في الولايات المتحدة الأميركية ما بين 28.1 مليارا و96.8 مليار دولار في عام ٢٠٢٤، مما يشكل تحديا كبيرا لنظام الرعاية الصحية بسبب النفقات الطبية الباهظة. التطورات التكنولوجية الحديثة تساعد الأطباء في اتخاذ قرارات التشخيص والعلاج الدقيقة بشكل أسرع وأدق من الماضي.

يملك نهج التعلم العميق (DL) المدمج لتصنيف الجروح المزمنة، ميزة هائلة في دقة استخراج البيانات المطلوبة من الصورة والتشخيص الطبي

وسجل أخيراً تقديم دراسات أكاديمية حديثة لمناهج جديدة للتعلم العميق (Deep Learning) لتصنيف الجروح المزمنة التي إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب وبالدقة المناسبة قد تؤدي الى وفاة المريض.

إقرأ أيضا: تأجير المستشفيات الحكومية يثير جدالا في مصر

ويشكل نهج التعلم العميق (DL) المتعدد الطبقات المدمج لتصنيف الجروح المزمنة أحد الأمثلة التي يدأب العلماء، وخصوصاً المتخصصين في الذكاء الاصطناعي (AI)، على استخدامه وتطويره لما له من ميزة هائلة في دقة استخراج السمات (البيانات) المطلوبة من الصورة، والذي قد تنتج منه ثورة تقنية جديدة في مجال التشخيص الطبي. يتميز هذا النموذج بأن له طريقة عمل خاصة ذكية ومحكمة بحيث يمكن تغييرها وتطويرها حسب الحاجة، والكلام يطول في شرح الكثير من التفاصيل الدقيقة المرتبطة به.

Shutterstock
تطور مستمر في آلات التصوير الطبي وتقنياته الذكية

كسر القيود الطبية

بالمختصر المفيد، تكسر التقنيات الجديدة القيود المفروضة على الأساليب التقليدية للتشخيص الطبي، والتي لا تزال تستخدم بشكل واسع في العالم كله، لا بل تتفوق عليها، من خلال الاستفادة من قوة التعلم العميق (DL)، وتحسين دقة التصنيف (تصنيف نوع الجرح) وتقليل الأخطاء التشخيصية، وهذا يعني الشيء الكثير لعلاج المرضى وحياتهم، ولمستقبل الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي والذي قد نراه منهجاً إلزاميا لأطباء المستقبل. بل حتى أن مجموعة لا يستهان بها من التخصصات الطبية في المستقبل القريب خصوصا في الدول المتقدمة والدول المتسارعة النمو ستبنى على أساس علوم الذكاء الاصطناعي الطبي.

يتوقع أن تزداد المنافسة التكنولوجية في الطب بشكل رهيب وملحوظ بين الدول المتقدمة

لذا من المتوقع أن تزداد المنافسة التكنولوجية في المجالات الطبية بشكل رهيب وملحوظ بين الدول المتقدمة، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية. تشير الصفحة الرسمية للبيت الأبيض أن ميزانية كبرى خصصت لاستثمارات استراتيجية في العلوم والتكنولوجيا في سنة ٢٠٢٥، لضمان استمرار أميركا في قيادة العالم في مجال الابتكار والتطوير، وتبلغ الموازنة التي خصصت للبحث والتطوير الفيديرالي (R&D 202) مليار دولار لمواجهة التحديات الكبرى في السلامة الصحية والفرص المتوافرة في هذا المجال، مع الاخذ في الاعتبار فوائد الذكاء الاصطناعي وإدارة أخطاره. 

في النتيجة نستطيع القول أولا، إن تقنيات معالجة الصور المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وخصوصا أساليب التعلم العميق، أحدثت تحولًا كبيرا وثورة في مجال التصوير الطبي استطاع استقطاب انتباه العلماء والباحثين في القطاع الصحي.

إقرأ ايضا: سيعاينك طبيب الذكاء الاصطناعي... في نهاية المطاف

ثانيا، يوضح تطبيق نهج التعلم العميق المتعدد الطبقات الجديد لتصنيف الجروح المزمنة إمكان تحسين دقة التشخيص ورعاية المرضى بشكل أسرع. ويعد البحث والتطوير المستمران في معالجة الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي بمزيد من التقدم، مما يفيد في نهاية المطاف نتائج الرعاية الصحية بالنسبة للمريض والطاقم الطبي وسيختصر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة ورفع نسبة الاستيعاب السريري ورفع حمل ثقيل عن المستشفيات وكوادرها الطبية وميزانياتها.

font change

مقالات ذات صلة