يتطرق الجنرال جوزيف فوتيل القائد السابق لـ"القيادة المركزية الأميركية" (سنتكوم)، في الجزء الثاني والأخير من حوار "المجلة" معه إلى حرب غزة وتداعياتها، فهو يعتقد أن "أحد التحديات التي تواجه الإسرائيليين، أنهم لا شركاء لهم على الأرض يمكن أن يقدموا المساعدة لهم". كما يرى أن "ما يفعله الحوثيون يرقى إلى مستوى الإرهاب البحري أو الإرهاب الاقتصادي"، ويؤكد "أننا لا نستطيع أن نسمح لأي منظمة أو دولة بإغلاق الممرات المائية الدولية لمجرد أنهم يرون أن في ذلك مصلحتهم"، مضيفا: "علينا ملاحقة إيران وطرق إمداداتها على نحو أكثر فاعلية. علينا قطع الإمدادات".
وأعرب فوتيل عن دعمه توقيع اتفاق دفاعي سعودي– أميركي، وقال: "وجود علاقات وشراكات وترتيبات جيدة مع شركائنا في هذه المنطقة أمر مهم. العلاقة القوية مع المملكة العربية السعودية مفيدة ليس لهم فحسب، بل لنا أيضا. ومن ثم، فأنا أؤيد بشدة هذه الصفقة الدفاعية المحتملة".
وهنا نص الجزء الثاني من الحوار الذي أجري عبر تطبيق "زووم":
* ماذا عن غزة؟ الحرب مستمرة، ويبدو أن الإسرائيليين لم يحققوا إلى اليوم أهدافهم المعلنة. لكن في الوقت نفسه لم تستسلم "حماس" حتى الآن، ولا تقبل وقف إطلاق النار. كيف تنظر إلى حرب غزة من منظور عسكري؟
- كما تعلمون، أعتقد أن إسرائيل هي من عليها أن تجيب: هل حققت أهدافها أم لا؟ أعتقد أن عملياتها العسكرية كانت ناجحة في منع "حماس" من أن تكون منظمة فعالة يمكنها تنفيذ هجمات جديدة، أعتقد أن هذا قد أنجز. وجهة نظري هنا أننا منذ البداية كنا نعلم أن هذه المعركة ستكون بالغة الصعوبة. فـ"حماس" عدو متمرس للغاية يعمل في متاهة من الأنفاق تحت الأرض، نظام كامل تحت الأرض يمكنهم الاعتماد عليه في عملياتهم ويختلطون بالسكان، ولهم أيديولوجيا قوية للغاية استمرت في الحصول على الدعم، ليس محليا فحسب، بل على دعم عالمي أيضا. لذلك كنا نعرف أن هذه المعركة ستكون صعبة للغاية.
أحد التحديات التي تواجه الإسرائيليين في رأيي، أنهم لا شركاء لهم على الأرض يمكن أن يقدموا المساعدة لهم في هذا الأمر. لذلك في أثناء اجتياحهم شمالي مدينة غزة، على سبيل المثال، في عمليتهم تلك، وبعد أن انتقلوا إلى أماكن أخرى، لم يكن لديهم أحد يمكنه البقاء بعدهم ويساعد في ضمان الأمن في تلك المنطقة، فمنح هذا الوضع الفرصة لـ"حماس" لتبدأ في العودة إلى تلك المناطق. لذلك من المهم أن يحتفظوا فعليا بالسيطرة على المناطق بعد اجتياحهم لها وتطهيرها والسيطرة عليها فعليا. وأعتقد أن هذا كان تحديا حقيقيا.