والى التبغ، ثمة أنواع أخرى من الزراعات وخصوصا الزيتون، حيث تشكل محافظتا الجنوب والنبطية ما نسبته 22% من مجمل قيمة إنتاج لبنان من الزيتون البالغ 2677 مليار ليرة، ووفق احصاءات وزارة الزراعة فقد استهدفت أكثر من 60 الف شجرة زيتون معمرة. كذلك يزرع الجنوبيون الخضر على مساحة تبلغ 1737 هكتارا منها 1621 هكتارا في محافظة النبطية، فيما يصل حجم الانتاج الى 51691 طنا بينها نحو 23685 طنا في محافظة النبطية.
مجلس الجنوب: الخسائر تمتد الى 5 سنوات
لا يمكن الركون الى احصاء محدد للأضرار الزراعية قبل انتهاء الأعمال الحربية، هو لسان حال المعنيين كافة في القطاع.
وفي الانتظار، قدر رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر في حديث الى "المجلة" المساحات الزراعية الاجمالية الاولية التي تضررت بفعل الحرب بنحو 10 ملايين متر مربع، والاخطر وفق ما يقول ان "غالبيتها تضرر بفعل القنابل الفوسفورية، بما تتسبب بضرر على القطاع الزراعي لفترة قد تمتد الى 5 سنوات على الاقل، علما ان ثمة قرى ومناطق لا يمكن الوصول اليها، وتاليا لم نتمكن من الكشف على الاضرار الزراعية والسكنية التي حصلت". مؤكدا انه حتى الآن لم يتقرر التعويض على المزارعين قبل الانتهاء من الاعمال العسكرية. وإذ قدر "عدد المنازل المهدمة بأكثر من 1700 منزل وأكثر من 14 ألف منزل أصيب بأضرار فادحة، توقع جلاء الصورة أكثر عند انتهاء الاعمال العسكرية"، حيث "يتوقع أن تكون الاضرار أكبر بكثير من تقديراتنا".
خلاف سياسي على التعويضات
ماذا عن قيمة الأضرار المالية؟ قدر هاشم حجم الاضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية جراء القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان خلال سبعة أشهر بأكثر من ملياري ونصف مليار دولار، فيما قدر حجم الاضرار بمرافق البنية التحتية بنحو 500 مليون دولار، علما أن الاضرار طالت بشكل رئيس مرافق المياه والكهرباء والصحة والخدمات الأساسية والطرق". أما عن مصدر هذه الاحصاءات فيشير هاشم الى أن 80% منها تم التوصل إليها عبر فرقنا الموجودة على الأرض، وكذلك من رؤساء بلديات ومخاتير يملكون معطيات عن قراهم.
حتى الآن لا معطيات عن قيمة التعويضات أو مصدرها وسط انقسام حاد في الرأي حيال هذا الموضوع، إذ ارتفعت أصوات تحتج على تولي حكومة تصريف الاعمال التعويض من خزينة الدولة، وهي التي لم يكن لها أي قرار بفتح الجبهة الجنوبية. وقد شكك هاشم في "قدرة الدولة على التعويض المادي للمتضررين خصوصا ان ثمة أضرارا في المؤسسات والبنى التحتية والسيارات"، معولا على "الدول المانحة وخصوصا العربية منها للمساعدة".