حيفا- أخفقت إسرائيل في تحقيق الأهداف التي حددتها مع بداية حربها على غزة- القضاء على "حماس" وإعادة المخطوفين وترميم الردع الإسرائيلي- وترافق ذلك مع تعزيز للنقاش والخلافات الداخلية، لكن هل يعني ذلك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقترب من إنهاء دوره السياسي؟
يتكثف النقاش في إسرائيل والعالم حول ما يحصل في إسرائيل التي تترافق نقاشاتها العميقة مع عوامل قوية تدفع بها إلى ما يسميه المراقبون "المأزق السياسي". والمقصود الأزمة السياسية لحكومة إسرائيل وإمكانيات تقديم موعد الانتخابات التي قد تفضي- بحسب الاستطلاعات- إلى حكومة بديلة قادرة أكثر من الحكومة الحالية على الاستفادة من نتائج الحرب كما هي الآن، للوصول إلى نتائج تخدم إسرائيل وأهدافها: إعادة المخطوفين، الحد من قوة "حماس" جديا ومنع عودتها كلاعب مركزي من الطرف الفلسطيني، وإعادة المهجرين في الطرف الإسرائيلي إلى بيوتهم، وإنهاء حالة الحرب المفتوحة بترتيبات فلسطينية وإسرائيلية وعربية ودولية تكفل لإسرائيل إعادة التحكم في غزة من غير الاستمرار في حالة الحرب.
ومع تعثر إمكان تحقيق الأهداف التي حددها نتنياهو في بداية الحرب وترافق ذلك مع ارتفاع جدي في جملة الضغوط الخارجية والداخلية على إسرائيل للوصول إلى وقف لإطلاق النار والبدء في تحضير الأرضية لما بعد الحرب، أتت الضغوط من كل الاتجاهات. فالرئيس الأميركي جو بايدن وفي خطابه المتلفز يوم 31 مايو/أيار 2024 دعا عمليا إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى مرحلة ما بعد الحرب في ثلاث مراحل أساسية تضمن وقفا كاملا وشاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة وإطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين. فيما تشمل المرحلة الثانية "إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار". بينما تتضمن المرحلة الثالثة أوضاع ما بعد الحرب "وإعادة إعمار غزة".
صحيح أن بايدن عرض أفكاره وكأنها استمرار لخطة أو مقترح تقدم به نتنياهو من خلال وفده المفاوض مع القطريين والمصريين في قضية تبادل المخطوفين والأسرى، إلا أن ذلك شمل أفكارا من جهته تعتبر نوعا من الضغط على إسرائيل ونتنياهو للوصول فعلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين، وهو مطلب يلقى قبولا شعبيا واسعا في إسرائيل، وهو أمر يرفضه نتنياهو الذي سارع إلى الإعلان عن أنه يرفض مسألة وقف إطلاق النار قبل تحقيق إسرائيل أهدافها التي أعلنها مع بداية الهجوم الإسرائيلي والمتمثلة أساسا في "القضاء على حماس".