القاهرة- بين وقوع الكارثة وانتظارها، يعيش سكان مدينة الفاشر- عاصمة ولاية شمال دارفور أكبر ولايات الإقليم- ويشاطرهم هذا القلق جميع السودانيين والمجتمع الإقليمي والدولي. بسبب التداعيات الخطيرة المتوقعة حال اجتاحت "قوات الدعم السريع" المدينة التي تحولت إلى ملاذ آمن لأكثر من مليوني مواطن سوداني أعزل نصفهم جاءوها فارين من الحرب في ولايات دارفور الأخرى التي سيطرت عليها "قوات الدعم" بعد انسحاب الجيش السوداني منها، لتصبح مدينة الفاشر هي المدينة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش ولكنها سيطرة تحت حصار يزداد إحكاما وضراوة كل صباح.
المعركة الأعنف
كثير من الخبراء العسكريين يتوقعون عنفا ودموية وبشاعة مفرطة في معركة الفاشر تتجاوز كل ما سبق في حرب السودان، ويعزون ذلك لأسباب عديدة في مقدمتها الاحتشاد الذي حدث داخل المدينة من قوات الحركات المسلحة الدارفورية التي كانت تقاتل ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي استخدم "قوات الدعم السريع" لقتالها في السابق. وبين الطرفين ثارات قديمة وتنافس خفي حول السيطرة على إقليم دارفور ككل، كما أن المعركة لا تخلو من اصطفافات عرقية، إذ تعود أصول الحركتين المتحالفتين مع "حركة جيش تحرير السودان" بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، و"حركة العدل والمساواة" بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم، تعود أصولهما إلى قبيلة الزقاوة المنتشرة في الإقليم، بينما تجد المكون الأساسي لـ"قوات الدعم السريع" من قبيلة الرزيقات إحدى كبريات القبائل العربية في الإقليم.