لندن– برزت تساؤلات على الساحة السياسية الإيرانية عن إمكان خوض مرشحي القوى الإصلاحية الانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل العوائق التي توضع أمامهم وأهمها الدور الذي يؤديه "مجلس صيانة الدستور" الخاضع لهيمنة المحافظين.
وفي هذا السياق، تناول الموقع التحليلي الإخباري "روزنو" خيارات الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجرى يوم 28 يونيو/حزيران. وقال التقرير إن "عملية النظر في أهلية الذين قدموا طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية بدأت، لكن حالة الشك وعدم اليقين حول ما يحل بالمرشحين بعد فحص أهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور أقوى عند التيار الإصلاحي من أي فصيل وحزب آخر".
وأضاف التقرير: "يبدو أن حصة الإصلاحيين في عملية تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية هي الأدنى مقارنة بأعداد الذين قدموا طلبات الترشح للانتخابات والبالغ عددهم 80 شخصا. وتبرز أسماء أربع شخصيات إصلاحية يمكن القول إنها قادرة على تجاوز عملية فحص طلبات المرشحين وتأييد أهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور". وجاء في التقرير أن "إسحق جهانغيري (النائب الأول للرئيس السابق حسن روحاني)، ومحمد شريعتمداري وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وكذلك وزير الصناعة في حكومة روحاني، وعباس آخوندي وزير الطرق والتنمية الحضرية، ومسعود بزشكيان النائب الإصلاحي، هي أبرز الشخصيات الإصلاحية التي سجلت للترشح في الانتخابات الرئاسية. ويمكن القول إن إسحاق جهانغيري هو الشخصية الأبرز من بين الشخصيات الأربع، حيث يتمتع جهانغيري بمكانة وثقل أكثر من الشخصيات الإصلاحية الثلاث الأخرى ويمكن أن يصبح المرشح الرئيس للتيار الإصلاحي.. ويتمتع جهانغيري بميزات عدة منها التجربة والقدرة والشعبية اللازمة وبإمكانه توحيد جبهة الإصلاحات".
وأجرت صحيفة "اعتماد" حوارا مع أستاذ علوم الاجتماع في إيران تقي آزاد أرمكي حول الظروف الاجتماعية إبان الانتخابات الرئاسية، حيث قال: "إن نظرة الأوساط العلمية والأكاديمية إلى الانتخابات هي نظرة علمية أكثر منها سياسية وفئوية. وتمر البلاد بظروف غير ملائمة وبأزمات متعددة وما يهم الآن هو أن لا تتراجع إيران بشكل بنيوي إلى الوراء لأن لدينا تجارب مماثلة تكررت مرات عدة، حيث منعت القرارات غير السليمة والظروف الدولية والسياسات الشعبوية البلاد من السير في مسار التنمية. التقدم هو أهم شيء في الوقت الحالي ولو كان المجال لتحقيق التقدم والتطور ضيقا يجب أن نستغله لنتمكن من تقليص التحديات في القريب العاجل وتمهيد الأرضية لتطورات جوهرية في المستقبل".