في أحد أيام صيف عام 1971، بينما كان نجيب محفوظ جالسا مع الروائي جمال الغيطاني كالعادة في "مقهى عرابي" في القاهرة، أطل رجل أشيب الشعر، جاحظ العينين، غريب الأطوار، أصابع يديه نحيلة وطويلة، أبدى عامل المقهى اهتماما خاصا به، وسارع إلى إحضار رقعة الشطرنج له، ليبدأ اللعب مع رفاقه.
لفت المشهد انتباه محفوظ فسأل الغيطاني عن غريب الأطوار، فاستفسر وعاد بالإجابة، الرجل هو اللواء حمزة البسيوني، المدير السابق للسجن الحربي. روى الغيطاني في مقال نشره في مجلة "فصول" عام 1997: "بعدها أطال الأستاذ النظر، وفي تلك اللحظات، ولدت رواية الكرنك".
مساء الخميس من كل أسبوع، موعد لقاء محفوظ مع أصدقاء الطفولة، في "مقهى عرابي"، يستعيد معهم الذكريات، يبدو مرحا وعلى سجيته أكثر، يجزم الغيطاني أن كثرا منهم دخلوا عالم محفوظ الروائي.