تستمر الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد "حماس" في قطاع غزة بلا هوادة منذ نحو ثمانية أشهر، على الرغم من أنها تكبد إسرائيل ثمنا باهظا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
تبدو اسرائيل غير متأثرة من تدهور اقتصادها المتزايد، أو المعارضة المتفاقمة من المجتمع الدولي ضد الحرب أو الضغط الداخلي بشأن المخطوفين، ولا تظهر أي نية حقيقية للحد من عدوانها في قطاع غزة أو الموافقة على وقف إطلاق النار بشكل دائم. واتضح أن القضاء على "حماس" هدف غير قابل للتحقيق، إلا أن قوات الاحتلال ترفض التنازل عنه. وقام الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ شن هجوم انتقامي ضد الجماعة المسلحة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة - مات الكثير منهم في وقت لاحق.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في أواخر شهر مايو/أيار إن الحرب ستستمر على الأقل إلى آخر السنة حتى هزيمة "الجماعة الحاكمة لغزة"، مما يشير إلى أنه لن يكون هناك سلام مستدام في المستقبل المنظور.
اختبار قدرة التحمل
توصف إسرائيل دوما بأنها الاقتصاد الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، إذ يعتمد بشكل كبير على الصناعات التكنولوجية. وحتى الآن، صمد الاقتصاد الاسرائيلي إلى حد ما في مواجهة التحديات الناتجة من الحرب. لكن السؤال الأهم هو، إلى متى؟