البحث عن غرفة فندقية بسعر معقول في الرياض خلال فصلي الخريف والشتاء، يشبه محاولة شراء تذاكر لنهائي كأس العالم في كرة القدم أو حفلة لنجمة الغناء الأميركية تايلور سويفت قبل 24 ساعة من الحدث. فبالإضافة إلى جيش المستشارين الأجانب الذي يتدفق إلى العاصمة السعودية طوال السنة سعيا وراء فرص للعمل مع الحكومة والشركات المحلية، تشهد الساحة منافسة من آلاف السائحين السعوديين والأجانب، ومئات من الرؤساء التنفيذيين لشركات أجنبية جاؤوا للمشاركة في مؤتمرات اقتصادية أو استثمارية للاستفادة من الفرص المغرية التي تقدمها السعودية.
"لدينا عشرون جناحا وأكثر من 100 ضيف مميز، جميعهم يطلبون درجة أعلى من غرفهم ولا نستطيع تلبية كل هذه الطلبات"، يقول أحد موظفي الاستقبال بابتسامة خجولة، محاولا تبرير الأسعار المرتفعة وفقا لارتفاع الطلب خلال أسبوع انعقاد دورة خاصة للمنتدى الاقتصادي العالمي في أواخر شهر أبريل/نيسان الماضي. في السياق، قد يبلغ سعر الليلة في غرفة بفندق أربع نجوم نحو 1000 دولار أميركي في أوج موسم المؤتمرات والمهرجانات الترفيهية الذي يمتد عادة من سبتمبر/أيلول إلى ستة أو سبعة أشهر.
فجوة بين منطقتين
ازدحام جدول المؤتمرات في الرياض وبعض المدن الخليجية الأخرى مثل دبي والدوحة، ليس هو الدليل الوحيد على الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده منطقة الخليج. فمنذ عام 2022، بدت المنطقة كواحة للفرص الاقتصادية والاستثمارية، وسط عالم يعاني من ويلات التضخم وتباطؤ النمو. نظمت قطر إحدى أفضل نسخ كأس العالم لكرة القدم على الإطلاق، ونظمت دبي معرض "إكسبو"، واحتفلت السعودية عام 2023 بوصولها إلى مستهدف رؤية 2030 باستقبال 100 مليون سائح قبل الموعد بسبع سنوات. كما انخفض معدل البطالة في المملكة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، مدفوعا بنمو مذهل في مشاركة النساء في سوق العمل.