اجتمع الآلاف من العاملين في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي في سان فرانسيسكو في مايو/أيار الماضي لحضور مؤتمر "آر. أس. إيه." (RSA) الشهير في دورته الثانية والثلاثين. يعقد هذا المؤتمر سنويا ويعتبر حدثا مهما في مجال أمن التكنولوجيا لما يقدمه من أحدث التقنيات في الأمن السيبراني وأمن المعلومات. يجمع هذا المؤتمر معظم شركات التكنولوجيا ونخبة الخبراء من كل انحاء العالم لعرض ما توصلوا إليه من طرق لمحاربة الجرائم السيبرانية وتطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي.
إلا أن هذه السنة شهدت تطورا جديدا وهو حضور رسمي أميركي رفيع تمثل في وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، وإعلان استراتيجيا أميركية دولية للأمن السيبراني توضح رؤية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتعامل مع مجموعة من قضايا الأمن التكنولوجي. وضعت هذه الاستراتيجيا عبر تحالفات بين الولايات المتحدة ودول العالم والشركات التكنولوجية، لحوكمة الفضاء السيبراني وجعله أكثر تنظيما وأكثر خدمة للبشرية.
ويمهد أي فشل للولايات المتحدة في تكوين هذا التحالف الدولي التكنولوجي، الطريق أمام خسارة السباق التكنولوجي الحالي لصالح روسيا أو الصين. وهذا ما تخشاه أميركا لأن من يمتلك القدرات التكنولوجية هو من يضع الشروط والقواعد الحاكمة أولا.