يمثل تحول الحرب البحرية بواسطة المسيرات البحرية غير المأهولة، والمدفوع بشكل أساسي بالتكنولوجيا الجديدة وظهور الذكاء الاصطناعي، جانبا جديدا محوريا في الحرب البحرية تطور بسرعة مذهلة. ففي أقل من عامين، شهدنا كيف استطاعت أوكرانيا- الدولة التي فقدت معظم أصولها البحرية التقليدية عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم- أن تستخدم المسيرات غير المأهولة والهجمات الصاروخية البحرية لإبعاد أسطول البحر الأسود الروسي القوي عن شواطئها وبعيدا عن المدى الذي يمكن لصواريخه استهداف أوكرانيا منه.
إن الفعالية القتالية المؤكدة لهذه المسيرات البحرية غير المأهولة وغير المكلفة نسبيا، عندما تكون في أيدي مشغلين مهرة، هي التي تجعل هذه التكنولوجيا قادرة على تغيير قواعد اللعبة في الحروب البحرية. وإذا تجاهلت الأساطيل البحرية التقليدية هذه القدرة الجديدة من الناحية الدفاعية، فستشكل نقطة ضعف حرجة لها. ولكن إذا تبنتها ودمجتها في ترساناتها، فإنها ستشكل دعما كبيرا في الحروب المستقبلية.
الحرب البحرية غير المتكافئة ليست جديدة
لعقود من الزمن، شكلت الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المتقدمة، بسرعاتها فوق الصوتية ودقتها المتزايدة، التهديد الأساسي للمقاتلين البحريين في زمن الحرب. ونتيجة لذلك، طورت القوات البحرية أنظمة دفاعية متطورة ومكلفة مثل نظام الأسلحة "إيجيس" التابع للبحرية الأميركية لحماية السفن من هذه التهديدات. ومع ذلك، في الوقت نفسه كانت هذه الأنظمة، في بيئات معينة، عرضة للتهديدات والتكتيكات غير المتكافئة التي طورتها كل من الدول القومية والمنظمات الإرهابية.