تسبب الصراع المستمر في سوريا منذ عام 2011 في أكبر أزمة لجوء ونزوح في عصرنا هذا. وقد طلب السوريون اللجوء في أكثر من 130 دولة، فيما يقيم غالبيتهم في الدول المجاورة لسوريا، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).
ولا يزال أكثر من 7,2 ملايين سوري نازحين داخلياً في بلدهم حيث يعيش 90 في المئة منهم تحت خط الفقر. ويعيش نحو 5,5 ملايين لاجئ سوري في الدول الخمس المجاورة؛ تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وقد أدى النزوح واسع النطاق إلى أزمة إنسانية، حيث يكافح العديد من اللاجئين لتأمين الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وتستضيف تركيا وحدها أكبر عدد من اللاجئين، حيث يعيش 3,6 ملايين سوري هناك. أما لبنان، فيستضيف أكثر من مليوني لاجئ سوري، أي نحو 30 في المئة من إجمالي اللاجئين السوريين، حيث يقيم العديد منهم في مخيمات غير رسمية، وأكثر من 80 في المئة منهم لا يملكون سند إقامة مما يجعلهم عرضة للترحيل في اي وقت.
وأدت الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الإضافية الناجمة عن الحرب السورية، إلى جانب الزلزال المأسوي الذي دمر أجزاء من سوريا، إلى تدفق المزيد من السوريين إلى لبنان عبر المعابر البرية غير الشرعية. وتاليا، يصعب التمييز بين السوريين القادمين بهدف اللجوء لأسباب سياسية أو أمنية، وأولئك الذين يعتبرون مهاجرين اقتصاديين، وهؤلاء يتمتعون بحرية التنقل بين البلدين ويمارسون الأعمال التجارية في لبنان في الأسواق الرسمية وغير الرسمية.
وتعد ألمانيا أكبر دولة مضيفة غير مجاورة حيث تضم أكثر من 850 ألف لاجئ سوري.