لعل في قرار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تحديد موعد إجراء الانتخابات العامة في الرابع من يوليو/تموز، مخاطرة سياسية جريئة في ظل واقع "حزب المحافظين" المتراجع بشكل كبير في استطلاعات الرأي، حتى إن بعض النقاد وصفوها بأنها قد تكون كارثية بالنسبة لحزبه.
منذ إلغاء قانون البرلمانات محددة المدة، صار قرار موعد الدعوة لإجراء الانتخابات محصورا في يد رئيس الوزراء وحده، ما يعني أن سوناك قد اتخذ القرار بمفرده، أو ربما بمشاركة زوجته أكشاتا.
من المؤكد أن القرار لم يحظ بشعبية كبيرة بين كثير من كبار وزراء سوناك، حيث يواجه الكثير منهم خطر خسارة مقاعدهم. ومن بين أولئك الذين قيل إنهم عارضوا قرار الذهاب إلى صناديق الاقتراع كان مستشار سوناك الانتخابي إسحق ليفيدو، الذي قاد حملة "حزب المحافظين" إلى أعلى مستوياتها الانتخابية عام 2019.
ووفقا لمصادر مطلعة من داخل مقر رئيس الوزراء في "داونينغ ستريت"، كان ليفيدو قد نصح رئيس الوزراء بالانتظار حتى وقت لاحق من هذا العام، وذلك بشكل أساسي كي يمنح مسؤولي الحزب الفرصة للتحضير بصورة صحيحة لما قد يكون حملة مضنية. وقيل أيضا إن كبار الوزراء، مثل وزير الدفاع غرانت شابس ووزير الخارجية ديفيد كاميرون، كان لديهم بعض الشكوك. ولكن عندما عقد سوناك اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء لمناقشة هذه القضية، كان قد تقيد بالفعل بالمتطلب الدستوري المتمثل في مطالبة الملك تشارلز الثالث بحل البرلمان، ما يعني أن حجر النرد كان قد ألقي بالفعل قبل أن يتمكن وزراء الحكومة الآخرون من الإدلاء بأقوالهم.
والنتيجة أن المملكة المتحدة انغمست الآن في حملة انتخابية أخرى، حيث يتوقع معظم الخبراء أن يخرج "حزب العمال" المعارض منتصرا بعد حكم المحافظين الذي استمر أربعة عشر عاما على التوالي.