في الوقت الذي كان المراقبون يركزون اهتمامهم على المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية بعد مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، سُلطت الأضواء على مستشار المرشد علي شمخاني الذي كُلف بالإشراف على المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول إحياء الاتفاق النووي منذ بداية مارس/آذار الماضي.
وكان شمخاني الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي لعشرة أعوام وأشرف على المفاوضات النووية، وترك منصبه في مايو/أيار العام الماضي.
وتناولت صحف إيرانية هذا الخبر، حيث أفادت صحيفة "اعتماد" في عددها الصادر 28 مايو في تقرير بعنوان "دلالات عودة شمخاني إلى المفاوضات النووية" بأن "بعض المراقبين يعتقدون أن علي باقري كني الذي أصبح وزير الخارجية المؤقت بعد مصرع حسين أمير عبداللهيان في تحطم مروحية رئيس الجمهورية، يواجه تحديات عديدة. وكان باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين خلال المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في 2015. وطبقا للبروتوكول الدبلوماسي فإنه لا ينبغي على وزير الخارجية أن يجري مفاوضات مع مسؤولين أقل مرتبة منه على غرار بيرت ماكغورك وهو كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط. وإذا أرادت إيران أن تتمسك بهذا البروتوكول فعليها أن تدفع أحد كبار دبلوماسييها إلى ميدان المفاوضات ليؤدي دور كبير المفاوضين في الملف النووي حتى موعد انتخابات الرئاسة في 28 يونيو/حزيران على أقل تقدير".
وقد تشهد إدارة الملف النووي تغييرا بعد رحيل عبداللهيان. وكان الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني يتولى الإشراف على الملف النووي منذ نحو شهرين قبل مصرع رئيس الجمهورية.
دور هامشي للخارجية
واعتبرت وسائل إعلام عديدة أن تولي الملف النووي من قبل شمخاني يدل على "الدور الهامشي الذي تلعبه وزارة الخارجية في الشأن النووي".
ونقلت "اعتماد" عن مصدر دبلوماسي إيراني كبير قوله لوكالة "أمواج ميديا" للأنباء: "لا يقود علي شمخاني الملف والمفاوضات النووية بل يقوم بدور المنسق والمشرف".
وقال التقرير إنه تم تعيين شمخاني كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في 2013. وكانت هناك أخبار حول تنحي شمخاني من منصبه بعد تولي إبراهيم رئيسي سدة الرئاسة بسبب اختلافات بينهما غير أنه بقى في منصبه لأنه كان يقود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بهدف إحياء الاتفاق النووي، كما أن شمخاني كان يلعب دورا قياديا في المبادرات الدبلوماسية بين إيران ودول المنطقة وقد زار شمخاني الصين في مارس 2023 للتوقيع على الاتفاق التاريخي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية غير أن شمخاني تنحى من منصبه في مايو 2023 وحل محله علي أكبر أحمديان أحد جنرالات "الحرس الثوري".
ويرى مراقبون أن عودة علي شمخاني إلى المشهد السياسي تدل على أن القيادات الإيرانية تستعد لاتخاذ قرارات مهمة بشأن ما قد يحدث بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وأن التغييرات في السياسة الخارجية تدل على تغييرات في كيفية اتخاذ القرارات في إيران.