تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى الى المزيد من قوة الحوسبة. بل أكثر من ذلك بكثير. ووفقا لأحدث تقاريرها ربع السنوية، استثمرت "ألفابت" (مالكة غوغل) و"أمازون" و"مايكروسوفت" - عمالقة الحوسبة السحابية في العالم - مجتمعة 40 مليار دولار أميركي بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار المنصرمين، معظمها في مراكز البيانات للتعامل مع أعباء الذكاء الاصطناعي المتزايدة.
وفي الشهر الماضي، قالت شركة "ميتا"، التي ليس لديها أعمال سحابية لكنها تدير إمبراطورية من وسائط التواصل الاجتماعي متعطشة للبيانات، إن نفقاتها الرأسمالية يمكن أن تصل إلى 40 مليار دولار أميركي في السنة الجارية، نتيجة لمشاريع متعلقة بالذكاء الاصطناعي. وذلك ليس بعيدا عن مبلغ الـ 50 مليار دولار أميركي الذي تخطط شركة النفط السعودية العملاقة، "أرامكو"، لإنفاقه. ومن المرجح أن تنفق "مايكروسوفت" أكثر من ذلك.
المقارنة بصناعة الطاقة الكهربائية المشهورة بالنفقات الرأسمالية الكبيرة مناسبة، ولا يرجع ذلك إلى المبالغ المالية الضخمة التي ينطوي عليها فحسب. فالذكاء الاصطناعي يحتاج إلى كميات هائلة من القدرة على معالجة البيانات، وتحتاج تلك القدرة على المعالجة إلى كميات هائلة من الكهرباء. في 2 مايو/أيار، قال بوب بلو، الرئيس التنفيذي لشركة "دومينيون إنرجي"، إحدى كبرى شركات المرافق في أميركا، إن مطوري مراكز البيانات يطلبون منه الآن "غيغاواط" عدة بشكل متكرر. وتبلغ سعة الطاقة الكهربائية الإجمالية التي ركبتها شركة "دومينيون" 34 غيغاواطاً.