عرضت معظم الأفلام التي حصدت جوائز مهرجان "كان" السينمائي في دورته 77، خلال النصف الثاني من المهرجان، وكأنها كانت مفاجآت يختزنها واضعو البرنامج لجمهور المهرجان من المشاهدين والنقاد وصناع السينما.
اختيارات لجنة التحكيم التي ترأستها الأميركية غريتا غرويغ كانت لأفلام وأسماء لا يعد فوزها في ذاته مفاجأة، فبعد مشاهدة أفلام المسابقة الرسمية ليس هناك مجال كبير للخلاف على الاسم الأحق بـ "السعفة الذهبية" وقد نالها بالفعل. فالفائز الأكبر هو المخرج الأميركي شون بيكر وفيلمه "أنورا"، ليصبح بذلك أول مخرج أميركي يفوز بالسعفة الذهبية منذ تيرانس مالك وفيلمه "شجرة الحياة" عام 2011 عندما ترأس لجنة التحكيم مواطنه روبرت دي نيرو، وقبله مايكل مور عن فيلم "فهرنهايت911" عام 2004 وقدمت له الجائزة وقتها لجنة تحكيم يقودها كوينتن تارانتينو.
فيلم شون بيكر استحق الفوز، وربما هو الخيار الصحيح في العديد من السياقات. فهو الأفضل بجانب عمل المخرج البرتغالي ميغيل غوميز "الجولة الكبرى" الذي اختارت لجنة التحكيم منحه جائزة الإخراج. أما الفيلم الذي حصد "الجائزة الكبرى" (غراند بري) فهو فيلم الهندية بايال كاباديا الذي حمل اسم "كل ما نتخيله نورا". وهذه هي الأفلام الثلاثة التي يمكن تصورها تحوز تلك الجوائز فعلا.