لا شيء سوى الفشل في ليبيا

سبيل إخراج ليبيا من دوامتها هي البدء في قلب اتجاهها إلى الجهة المعاكسة

أ.ف.ب
أ.ف.ب
مقاتل موال لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا يطلق النار من مدفع محمول على شاحنة خلال اشتباكات مع القوات الموالية لخليفة حفتر في ضاحية عين زارة بالعاصمة طرابلس، في 7 سبتمبر 2019

لا شيء سوى الفشل في ليبيا

انزلقت ليبيا منذ ثورة 2011 في دوامة لامتناهية من الانحدار، وسياساتها الداخلية ووضعها الأمني وعلاقاتها الدولية عالقة في دورات مدمرة أفضت إلى تآكل اقتصادها ونسيجها الاجتماعي وآفاقها العالمية مع كل تكرار لدورة العنف هذه. وبعد مرور ثلاثة عشر عاما، لا تزال البلاد منقسمة بشدة، وليس فقط في خط الجبهة العسكرية الذي يفصل بين الشرق والغرب، بل إن هناك إدارات موازية وتدخلات دولية متنافسة وانقسامات داخل المدن والقبائل والمناطق وفيما بينها.

وكل المحاولات التي بذلتها مجموعات ليبية مختلفة وجهات دولية فاعلة لانتشال ليبيا من هذه الدوامة وتحقيق الاستقرار فيها على شكل اقتصاد سوق ديمقراطية كان يأمله الكثير من الليبيين ذات يوم، أو دكتاتورية عميلة يتوق إليها الكثير من المفترسين، باءت جميعها بالفشل في أحسن الأحوال، وساهمت في زيادة شحن الدوامة في أسوئها.

واليوم، الكثير من هذه الدورات تقترب من نهايتها بشكل متزامن. يبدو أن دورة الحياة السياسية لرئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة تنهار، وهو الذي عيّن عام 2021 لقيادة ليبيا إلى الانتخابات. فالأجهزة الأمنية تتصدع والاقتصاد ينهار. وتتراكم القوى الأجنبية على نحو ينذر بالسوء، كما استقال مؤخرا الممثل الخاص للأمم المتحدة. وها هو المجتمع الدولي، وبعد سنوات من الإهمال، يجدد اهتمامه بالعملية السياسية الليبية، ولكن يبدو أنه يستعد لتكرار كل أخطائه الماضية. إنها لحظة مشؤومة لهذا البلد الرئيس في شمال أفريقيا، نظرا للمخاوف من مدى قدرة هذا البلد على تحمل مزيد من هذه الدورات. لكن نهاية هذه الدورات تقدم أيضا فرصة لشيء جديد.

صعود الدبيبة وسقوطه

وصل الدبيبة إلى منصبه محمولا على موجة من التفاؤل الزائف والوعود الكاذبة، مثل كل السابقين عليه في مرحلة ما بعد الثورة. جاء تعيينه بعملية للأمم المتحدة مصممة لتنتهي بإجراء انتخابات بعد 10 أشهر فقط، ورأت الدول الراعية لهذه العملية أن إدارته القادمة وسيلة لتحقيق الاستقرار والتغيير، على الرغم من الادعاء بأنه قدم لهم خطة حكم مدتها عامان- بدلا من فترة ولايته البالغة عشرة أشهر- مع افتقار واضح للتخطيط الانتخابي.

وقد أمل الكثيرون في أن يتمكن الدبيبة من إعادة الحياة إلى قطاع الأعمال مجددا على الأقل، لأنه ممثل عائلة ليبية تقدم نفسها على أنها من أباطرة البناء ولكنهم متهمون بالفساد، (وهو ما ينكرونه بشدة). واعتقد الكثيرون أن البلاد ستستعيد وحدتها أخيرا مع نائب مرشح للرئاسة ينحدر من القبيلة الشرقية نفسها التي ينتمي إليها البطل الوطني الليبي عمر المختار، واتفاق خلف الكواليس مع الجنرال العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر لضمان تعيينه. كما ساد الاعتقاد بأن المنافسة الدولية على ليبيا ستنتهي أخيرا، نظرا لأنه سافر إلى القاهرة قبل أن يجف حبر تعيينه، ومع علاقات عائلته الجيدة بتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.

تلاشي الآمال

الإصلاح الاقتصادي الأكبر الذي حققه الدبيبة هو السيطرة المنهجية على مختلف مكاتب المراقبة المالية التي تعمل على تسهيل عمل القطاع العام الهائل في ليبيا. وعلى الرغم من إنفاق ما لا يقل عن 20 مليار دولار سنويا، فإنه لم ينجز شيئا يذكر باستثناء مشاريع الصيانة السطحية.

وظل اتفاقه مع حفتر على طبيعته التأسيسية. ولكن لم تتحقق منه المنافع العامة أبدا، حيث ادعى الدكتاتور أن الدبيبة نكث بوعوده إذ رفض سيطرة حفتر على وزارتي الدفاع والمالية الليبيتين، أي مفاتيح "المملكة". مع ذلك تعاونت العائلتان خلف الكواليس في مشاريع مالية مختلفة، وغالبا ما ركزت على قطاع النفط الليبي، مما أدى إلى تعفن قلب الاقتصاد الليبي. وتجلى ذلك بظهور سماسرة مشبوهين لمبيعات النفط الخام مع ظهور تطورات مشبوهة، وإعادة بيع التراخيص القائمة، وإنشاء مشاريع جديدة للطاقة، والأكثر شهرة على الإطلاق نظام مقايضة الوقود مقابل النفط الخام الذي يحجب أهم المؤسسات الليبية وأكثرها ربحا (بيع النفط الخام وشراء الوقود) في صفقات مبهمة.

شهدت ليبيا صفقات نفطية مشبوهة خلال الأعوام الأخيرة، وانتعش اقتصاد الظل 

ومع تكلس النظام الجديد، واستمرار اقتصاد الظل في افتراس الاقتصاد النظامي بوحشية في ليبيا، بدأ من تُركوا خارج النظام يشعرون بالغضب. وهذه هي اللحظة التي تمثل تقليديا نهاية دورة جديد كانت مليئة بالأمل، وانحدارها إلى الحقد.

بحلول عام 2022، بات الاقتصاد الكولونيالي لعائلة الدبيبة مثيرا للسخط. وحاول من هم خارج شبكة المحسوبية، ويعرفون رسميا باسم حكومة الوحدة الوطنية، مواجهة هذا الأمر وتقليده بتعيينهم رئيس وزراء خاصا بهم، في محاولة منهم لصناعة وجه مدني وشبكة محسوبيات موازية تدير الأراضي الخاضعة لسيطرة حفتر العسكرية وتمدها بالمال. وفي الوقت نفسه، تحاول الميليشيات في جميع أنحاء ليبيا باستمرار ممالأة هذا الوضع الراهن الجديد أو مواجهته، حيث يسعى كل من حفتر والدبيبة على نحو متواصل إلى التفوق أحدهما على الآخر.

أما اليوم، فقد بات الدبيبة معزولا سياسيا أكثر من أي وقت مضى، في حين انهارت العلاقات مع الأوليغارشيات الأخرى في الغرب الليبي. والأهم من ذلك كله أن محافظ البنك المركزي الليبي قطع الاتصال برئيس الوزراء، مشيرا إلى حاجته لحماية الاقتصاد الليبي، فأزمة السيولة وأزمة العملة بسبب الأوراق النقدية المزورة وارتفاع تضخم الأسعار تعصف بالليبيين في الوقت نفسه.

حالة مستمرة من الاستقرار الهش

وفي ليبيا، يشكل الاستقرار غير المستقر أساسا للقضايا السياسية والاقتصادية والأمنية المستمرة التي تفاقمت طوال هذه الحقبة السياسية، وتصاعدت مؤخرا إلى صراعات عامة. يمثل هذا المسار تحولا من الإطار الأمني لما بعد الحرب الذي نشأ عام 2020 إلى بيئة حالية غير مستقرة، وتتجه نحو المزيد من الفوضى.

وفي أعقاب الحرب، تضمنت جهود الجنرال حفتر لترسيخ سلطته اعتقالات واسعة النطاق للقبائل المحلية الساخطة على دور سرت الجديد كمدينة على خط المواجهة تحت النفوذ الروسي، بينما استفاد ابنه صدام من عمليات التهريب. وبالمثل، في غرب ليبيا، سعت الميليشيات في منطقة طرابلس إلى تعزيز قبضتها من خلال استغلال اعتماد رئيس الوزراء الدبيبة عليها للسيطرة على الدولة، وتوسيع نفوذها إلى البلدات والمدن المجاورة. وقد تم تعزيز هذه الاستراتيجية بعد أن سحقوا الثورات المدعومة بتكنولوجيا الطائرات دون طيار التركية، مما يشير إلى أن النفوذ الروسي والتركي كانا محوريين في تشكيل ديناميكيات السلطة الجديدة في ليبيا.

النفوذ الروسي والتركي كانا محوريين في تشكيل ديناميكيات السلطة الجديدة في ليبيا

ومع ذلك، فشلت هذه التحالفات في توحيد القوى لإحلال السلام الدائم. ولا تزال مختلف الفصائل القبلية والمناطقية تواصل معارضة نظام حفتر في جميع أنحاء ليبيا، من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي. وعلى الرغم من إظهار صورة من السيطرة التي لا تتزعزع، فإن جماعة حفتر تظهر علامات بادية من الضعف، وتواصل القوات القبلية وغيرها من القوى التآمر ضد آل حفتر وتحدي نظامهم عبر المدن والمناطق الحدودية من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي.

وعلى الرغم من عرض صورة الرجل القوي المستقر أمام العالم، فإن قلق آل حفتر يتجلى في اعتقال وقتل مدنيين بارزين يتحدون روايتهم، وفي المعركة في عاصمتهم بنغازي بعد أن أخطأ وزير الدفاع السابق مهدي البرغثي ببساطة في ترتيب عودته إلى المدينة. واتسم هذه الاشتباك برد فعل مبالغ فيه وضخم، شمل انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية على الطريقة الإسرائيلية.

أ.ف.ب
اللواء المتقاعد خليفة حفتر يتحدث لوسائل الإعلام في بنغازي

وعلى الرغم من أن الأمر انتهى بانتصار صدام، فقد شعر بالحرج نظرا للقوة الساحقة التي تطلبها التغلب على ممثل أصغر وأضعف منه بكثير، في صراع حرض عليه هو نفسه بسبب انعدام حس الأمن لديه، وانتهى دون داع بتعذيب وقتل البرغثي وأقاربه. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن قوة الردع التي يتمتع بها الدبيبة المتمثلة في الطائرات المسيرة تتضاءل كما يتضح من التحديات الأخيرة التي واجهتها سلطاته في جميع أنحاء المناطق الواقعة غرب طرابلس من بلدة الزاوية القريبة وحتى الحدود مع تونس.

كارثة دبلوماسية

بينما تصعد هذه القوى على نحو مختل، وتسقط على نحو مزعزع للاستقرار، فإن خمول المجتمع الدولي وأحاديته وانتهازيته يمكن للعين أن تلتقطها بسهولة.

وبعد تعيين الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باثيلي أواخر عام 2022 في فترة تزايد فيها الزخم الدولي وراء عملية انتخابية جديدة، تجنب باثيلي الخطة المعدة، ويعود سبب ذلك جزئيا إلى ضغوط القوى المتنفذة في ليبيا التي خشيت من أن التغيير قد يعطل مصالحها، وجزئيا إلى اهتمامه القصير النظر بمشاريع هامشية. وهذه المشاريع: حوار القطاع الأمني وعملية المصالحة الوطنية وفي نهاية المطاف العملية السياسية الخاصة به، التي كانت ضحلة على نحو جوهري ولا تنطوي إلا على خبرة قليلة، فلا عملية سياسة ولا أهداف واضحة، مما أدى إلى تقويض جميع الجهود التي سبقته.

وكان افتقار الأمم المتحدة إلى أداة متماسكة للدول سببا في تمكين التعامل الأحادي بطريقة مألوفة. فكثفت أنقرة جهودها لتحويل ليبيا إلى أداة مفيدة تلبي احتياجاتها المالية والجيوسياسية واحتياجاتها من الطاقة. وساعدت إيطاليا في تعميق الانقسام الليبي بسعيها اليائس لإدارة الهجرة والاستفادة من الطاقة الليبية. بينما كان الجميع يتطلعون على ما يبدو إلى الاستفادة من صناعة النفط الليبية الضعيفة والفوضى العامة وتدفق رؤوس الأموال الخارجة من شواطئها.

في مثال غريب يبين كيف يسير إيقاع التاريخ الليبي، غادر مبعوث الأمم المتحدة للمرة الثانية خلال خمس سنوات لتحل محله الأميركية ستيفاني ويليامز، واستخدم منافسو أميركا جنسيتها لمهاجمتها بينما لم تدعمها واشنطن أو حلفاؤها لتعزيز أي عملية.

تميزت الأسابيع التي سبقت استقالة باثيلي وما تلاها بتزايد شحنات الأسلحة التركية والروسية. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الولايات المتحدة تقلد باثيل، وتهدر ثقلها الجيوسياسي في التركيز على سياسات عقيمة مفرطة في التركيز وغير مدروسة جيدا، مثل الدوريات المشتركة بين القوات الشرقية والغربية: وما هي إلا تجربة ترتيب جديدة للمقاعد على متن سفينة تيتانيك الغارقة.

تجارب سياسية فاشلة جديدة على متن سفينة تيتانيك الغارقة

لقد هزت هذه التغييرات المجتمع الدولي بأسره من عدم اهتمامه بالسياسة الليبية، ليعود إلى المعسكرين المألوفين. أولئك الذين يحاولون عبثا الحفاظ على الوضع الراهن، وأولئك الذين أغرتهم دكتاتورية حفتر العسكرية ويأملون في رؤيتها تطبق على كامل ليبيا.

يسعى الفريق الأول إلى إحياء بقايا العمليات السابقة التي أقرتها الأمم المتحدة، مثل: اللجنة العسكرية المشتركة التي كان من المفترض أن تحافظ على وقف إطلاق النار وإجلاء القوات الأجنبية وتوحيد الجيش الليبي، أو حكومة الوحدة الوطنية نفسها. وتتأرجح هذه الجهود بين عمليات الحوار التي تعيش وتموت منفصلة تماما عن الحقائق على الأرض، وبين العروض الساخرة للسياسة الواقعية. هنا، يحاول الدبلوماسيون خلسة تهيئة البيئة اللازمة لعقد صفقات بين النخب، كعقد صفقة أخرى بين حفتر والدبيبة، أو كي يصلح الدبيبة وحلفاؤه الرئيسون علاقاتهم بعد أن تحولوا إلى أعداء مثل محافظ البنك المركزي. وهذا هو المعادل الجيوسياسي لمحاولة تزاوج الباندا.

أما الفريق الثاني فهم إما ممن يتمنون إقامة دكتاتوريات في العالم العربي، وإما من الدبلوماسيين الذين وقعوا في حب حفتر خلال جولاتهم برفقة مرشدين في قرى بوتمكين التابعة لحفتر، ويستعرض فيها إعادة الإعمار ونظامه الجديد. وبغض النظر عن السبب الذي أثار حبهم للمشير السيئ السمعة، فإنهم يعتقدون أن أسلوبه في الدكتاتورية العسكرية هو أفضل طريق لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

العجلة تدور

تبدو نهاية الدورات في ليبيا دوما وعلى نحو مثير للريبة مثل بداياتها. وعلى خلفية المناوشات المتصاعدة بين الجماعات المسلحة، والتعزيزات العسكرية التي تقدمها القوى المتدخلة، يلعب السياسيون الليبيون مسرحية إيمائية مألوفة وهم يروجون لتشكيل حكومة جديدة من بينهم لتحل محل الحكومة الحالية. ويقولون إن الحكومة هذه المرة ستقود إلى انتخابات، حتى لو لم يكن لديهم أبدا خارطة طريق للتصويت. ويقولون إن الحكومة الجديدة ستوحد البلاد هذه المرة، في حين تربط جميع الجهات الفاعلة نفسها بالقوى الأجنبية على نحو أشد صرامة، ولا يبدو حفتر أقرب إلى التعاون الحقيقي مطلقا. ويقولون إنهم هذه المرة سيحاربون الفساد ويستعيدون الحكم، كما يريدون، ويعدون حكومات صورية تضم أكثر من ثلاثين وزيرا، ولكن دون أي سياسات حقيقية.

أ.ف.ب
رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة يتحدث خلال اجتماع في العاصمة طرابلس في 5 نوفمبر 2022

 

تبدو نهاية الدورات في ليبيا دوما وعلى نحو مثير للريبة مثل بداياتها

لقد انتهت الدورات السابقة بالحروب والانهيار المالي، وإذا لم يجرب الدبلوماسيون الآن شيئا جديدا، فمن المؤكد أن الأمور ستنتهي بالطريقة نفسها هذه المرة أيضا. وسبيل إخراج ليبيا من دوامتها هي البدء في قلب اتجاهها إلى الجهة المعاكسة. والعودة إلى الخطة التي سبقت عملية باثيلي، وهي بناء عملية سياسية متوسطة المدى تتضمن إجراء انتخابات لاستعادة سيادة الشعب الليبي على اقتصاد بلاده وسياستها. عملية مستدامة تدعمها وتشارك فيها الدول الرئيسة التي تمنح الشرعية بدءا من الولايات المتحدة إلى أوروبا، إلى الدول الرئيسة المتدخلة مثل تركيا والجهات الفاعلة الإقليمية.

 يبدو هذ الأمر للدبلوماسيين أمرا شاقا، ويتطلب الكثير من العمل الشاق. ولكن إذا لم تكسر قبضة النخب الليبية الخانقة، فنحن نعلم إلى أين سيؤدي ذلك. فمدينة درنة، التي دُمرت في سبتمبر/أيلول الماضي بسبب الإهمال السياسي المتراكم وتعاني الآن من الفساد المخزي لما يسمى إعادة الإعمار، تلوح في الأفق كشبح يمثل مستقبل ليبيا. ولا يمكن تجنب هذا المستقبل إلا إذا اختار المجتمع الدولي الدفع باتجاه التغيير بدلا من ضمان دورة جديدة.

font change

مقالات ذات صلة