تظل القاهرة عاصمة للعرب من مختلف دولهم. هي المزار الأساس لغالبية القادمين إليها من دول الخليج أو من بلاد الشام أو من شمال أفريقيا. المصريون، خصوصاً القاهريين، تصاهروا مع عائلات من مختلف الجنسيات العربية، وبشكل واضح. ينتمي سكان القاهرة الى مختلف المحافظات المصرية، منهم من قدم من أقصى الصعيد، وهناك من جاء من محافظات أو مدن الدلتا، وثمة الاسكندرانيون في طبيعة الحال. تفاعل هؤلاء ليكونوا مجتمعاً قاهرياً متجانساً ويبدعوا اللهجة القاهرية، وإن تفاوتت لكناتها بين أبناء الذوات وأبناء الأحياء الشعبية.
إقرا أيضا: عُصْبَة فكريّة في القاهرة
أصبحت القاهرة على مدار العقود الماضية أهم مركز تعليمي في البلاد، حيث تصدرت جامعاتها، "القاهرة" و"عين شمس" و"الجامعة الأميركية"، أبرز مراكز التعليم العالي في مصر، وتمكن المصريون والآلاف من الطلبة العرب من تحصيل تعليمهم الجامعي في تلك الجامعات التي لا تزال تعد من الجامعات الجيدة على المستوى العالمي. يضاف إلى ذلك أن النشاط الاقتصادي في القاهرة يمثل نسبة مهمة في الناتج المحلي الإجمالي لمصر، كما هي الحال بالنسبة الى نيويورك أو كاليفورنيا في الناتج المحلي الإجمالي الأميركي.
تذكر المراجع التاريخية أن وجود مدينة القاهرة بدأ مع بداية الفتح الإسلامي لمصر عام 641 ميلادية تحت قيادة عمرو بن العاص. الإسكندرية أقدم من القاهرة، وكانت تعد عاصمة مصر في العصور البلطمية والرومانية والبيزنطية. عندما فتح العرب مصر أقاموا مدينة جديدة أطلقوا عليها مسمى "الفسطاط"، التي أصبحت العاصمة الإدارية ومركز قيادة الحامية العسكرية. أقيمت المدينة عند حصن بابليون في محاذاة لنهر النيل، وأطلق عليها إسم حي مصر القديمة، وتقع جنوب غرب القاهرة.