ما الوظيفة المثالية للاستعانة بالذكاء الاصطناعي؟ تعاني أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم، لا سيما النوع التوليدي الشبيه بـ"تشات جي. بي. تي."، من ذاكرة ضعيفة، ولا يمكنها التعامل مع الأشياء المادية، وهي أسوأ من البشر في التفاعل مع البشر. لكن مجال تميّزها هو معالجة الأرقام والرموز، خصوصا في مهمات محددة جيدا مثل كتابة أجزاء من التعليمات البرمجية للحاسوب. ويصدف أن ذلك هو موطن قوة الشركات العملاقة القائمة للاستعانة بمصادر خارجية – أي شركات تكنولوجيا المعلومات في الهند. فقد عمدت سبع من هذه الشركات، بما في ذلك أكبر شركتين، وهما "تي. سي. إس." و"إنفوسيس"، إلى التسريح الجماعي لـ 75,000 موظف في السنة الماضية. وتقول الشركات أن لا علاقة لهذا الخفض، الذي يعادل نحو 4 في المئة من مجموع قوتها العاملة، بالذكاء الاصطناعي، وإنما يعكس التباطؤ الواسع في قطاع التكنولوجيا. بل إنها تقول في الواقع إن الذكاء الاصطناعي يشكل فرصة وليس تهديدا.
الوظائف الأبسط هي الأكثر عرضة للتأثر
لخدمات الأعمال أهمية بالغة في الاقتصاد الهندي. فالقطاع يوظف 5 ملايين شخص، أو أقل من 1 في المئة من العمال الهنود، لكنه يساهم في 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ونحو ربع الصادرات الإجمالية. وتستأثر الخدمات البسيطة مثل مراكز الاتصال بخمس تلك الإيرادات الخارجية. ويأتي ثلاثة أخماسها من خدمات تكنولوجيا المعلومات، مثل نقل البيانات إلى الحوسبة السحابية.