تتطلع مصر إلى دخول متوازن ومتدرج في مجال توطين صناعة أشباه الموصلات، بهدف الحصول على حصة من سوق الرقائق الإلكترونية العالمية وتأمين موقع لها في هذا القطاع الاستراتيجي. هذه المحاولة محفوفة بالأخطار نظراً إلى السباق المحتدم في التعمق والابتكار التكنولوجي لتطوير أحدث تكنولوجيات أشباه الموصلات، التي أصبحت أداة حربية مؤثرة، كما حدث في حالة روسيا حيث فُرِضت عليها عقوبات غربية بهدف منع توريد الرقائق إليها.
وفي ضوء أهمية الرقائق الإلكترونية، التي تُعتبر تجارتها حاليا الأكثر ربحية في العالم، مما يدفع القوى العظمى للتنافس عليها بشدة. ويشتد الصراع حالياً بين الولايات المتحدة الأميركية، ذات أكبر اقتصاد عالمي، والصين، التي تحل ثانية، للاستحواذ والهيمنة على صناعة أشباه الموصلات، التي أصبحت محوراً أساسياً في المنافسة العالمية.
مصر مركزا إقليميا للرقائق
من جانبها، تسعى مصر لأن تصبح مركزاً إقليمياً في صناعة أشباه الموصلات نظراً إلى ثرواتها الطبيعية الهائلة، وتحركت بالفعل لتوطين هذه الصناعة من خلال استغلال معادنها النادرة. بدأت مصر خطتها في هذا التوجه، معتبرة أنها تحتل مكانة مهمة في صناعة تلك المكونات الأساسية للأجهزة الإلكترونية كلها المستخدمة في مجموعة واسعة من الصناعات، مثل الحوسبة، وصناعة السيارات، والاتصالات، والطاقة الشمسية، والرعاية الصحية.