لم يعد هناك متسع من الوقت لكي تتكيف الدول الخليجية المنتجة للنفط مع متغيرات اقتصاد الطاقة وتوجه الدول الصناعية المستهلكة إلى تطبيق قرارات مؤتمرات البيئة الهادفة لتصفير انبعاثات الكربون بحلول عام 2050. هناك بدائل مهمة، منها الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة من الرياح وتسخير السدود المائية لتوليد الطاقة الكهربائية، ناهيك عن بدائل أخرى لن يعجز العقل الإنساني عن التوصل إليها كلما كانت تكلفتها مقبولة اقتصادياً.
تزخر الأدبيات العلمية بدراسات مهمة أنجزت على مدى العقود المنصرمة في شأن تلك البدائل. ومنذ أن اتسعت الاهتمامات بالبيئة النظيفة وأصبحت هناك أحزاب سياسية، مثل أحزاب الخضر، صار موضوع البيئة في أولويات برامج هذه الأحزاب السياسية التي تطرحها على الناخبين في الدول الديمقراطية. كما أن الصين، التي لا تنعم بنظام ديمقراطي يعتمد على تداول السلطة، عززت مساهمات الطاقات المتجددة لمواجهة متطلبات الاستهلاك المحلي. يضاف إلى ما سبق ذكره، أن دولا رئيسة عدة، وكذلك دولا خليجية، رصدت أموالا كبيرة للاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة.
خيارات الطاقات المتجددة
هناك خمسة مصادر للطاقة المتجددة تتمثل في الطاقة الشمسية، والطاقة المنبعثة من حرارة الأرض "الجيوثيرمال" (Geothermal)، والطاقة الناتجة من الرياح، والكتلة الحيوية "بيوماس" (Biomass)، وأيضا الطاقة الكهرومائية التي تعتمد على الماء وتتمثل في إقامة السدود المائية، كما هي الحال في تركيا وأثيوبيا وغيرها من الدول.