تناولت الحلقتان السابقتان بدء وساطة المبعوث الأميركي فيليب حبيب لإخراج رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عرفات وقواته من بيروت على وقع القصف الإسرائيلي والانقسامات اللبنانية إزاء ذلك، وتصاعد الحملات بين الرئيس السوري حافظ الأسد وأبو عمار الذي بدأ يقبل مبدأ الخروج من لبنان تحت الضغط.
في هذه الحلقة نكشف تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه:
إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية في لبنان العميد غازي كنعان إلى الأسد ووزير خارجيته عبد الحليم خدام، كان العميد سامي الخطيب قائد "قوات الردع العربية" يرسل "بين الوقت والآخر" تقاريره إلى دمشق، بإطلاع الرئيس إلياس سركيس.
في الأول من يوليو/تموز تلقى خدام من العميد الخطيب هذه الرسالة: "سيادة الأستاذ عبد الحليم خدام، تحية وشوق، عطفا على رسالتي السابقة حول الوضع العام ومفاوضات (فيليب) حبيب، فالوضع الآن، أي صباح اليوم، يبدو أفضل بقليل من الماضي، إذ إن المقاومة بدأت تلوح بقبول مبدأ ترك بيروت ولبنان قبل قيادتها ومن المحتمل أن تعطي هذا الجواب وبصورة نهائية للرئيس الوزان اليوم وهو ينقله بدوره لحبيب، ويقطع الطريق بذلك على عملية اجتياح بيروت أو تدميرها، وهذا هو بيت القصيد الآن. طبعا يجري البحث أيضا الآن في كيفية الانسحاب وتلح الحكومة اللبنانية على أن يتم انسحاب الفلسطينيين مع أسلحتهم وخاصة الثقيلة منها لتفادي ما قد ينتج عن بقائها سواء بيد أحزاب الحركة الوطنية أو مصادرتها من قبل الجيش أو تسربها لفرقاء آخرين".