استضافت بكين أخيرا "المعرض الدولي للسيارات" بمشاركة المصنعين العالميين الكبار، وهو التجمع الأضخم من نوعه منذ جائحة "كوفيد-19"، ومن شأنه إبراز التفوق الصيني في صناعة مركبات المستقبل عبر طرح سيارات حديثة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، ومزودة بطاريات ذكية سهلة الشحن خفيفة الوزن طويلة الأجل معتدلة السعر.
أكبر تحول منذ عام 1884
تواجه صناعة السيارات تحديات تكنولوجية ومنافسة تجارية بين المصنعين، وحالة عدم اليقين، تعتبر الأكبر منذ عام 1884، تاريخ تصنيع أول سيارة كهربائية على يد المخترع توماس باركر، قبل التخلي عن هذه التقنية عام 1938 قبيل الحرب العالمية الثانية، بعد اتساع استخدام المحركات الحرارية ذات المسافات الطويلة في الطرق والاتوسترادات الحديثة، بفضل الاكتشافات الكبيرة للنفط في العديد من دول العالم، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط وآسيا.
ويجد ملايين المقتنين لسيارات جديدة أنفسهم أمام سؤال صعب حول الاختيار بين الاستثمار في عربة كهربائية أو هجينة أو إبقاء محركات الوقود التقليدية. كما تبدو المفاضلة صعبة بين سيارة أوروبية معروفة منذ قرن من الزمن، وأخرى حديثة من بلاد شروق الشمس كان عدد الدراجات فيها قبل نصف قرن يفوق عدد السكان. شبه البعض الوضع الحالي للسيارات بمعادلة ثلاثية الأبعاد، يكون فيها الاستثمار غير المدروس والرهان على أحد الخيارات التقنية والتفضيل الجغرافي، مغامرة محفوفة بالأخطار.