بعدما تناولنا في الحلقة الأولى، رفض الرئيس السوري حافظ الأسد إخراج قواته من بيروت ودخول الجيش اللبناني إليها، ومفاجأة وصول وزير الدفاع الإسرائيلي آرئيل شارون إلى سراي بعبدا، حيث كان الرئيس إلياس سركيس يلعب "طاولة الزهر"، ثم تشكيل "هيئة الإنقاذ" في لبنان لبدء التفاوض مع المبعوث الأميركي فيليب حبيب على إخراج رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عرفات، نعرض في هذه الحلقة تصاعد الحملات الإعلامية بين الأسد وعرفات وتقديم المبعوث الأميركي تصورا لإخراج "أبو عمار" من العاصمة اللبنانية...
في خضم المفاوضات التي دارت في بيروت وقادها المبعوث الأميركي فيليب حبيب، تصاعدت "الحملات الظالمة" من قبل عرفات فور بدء القتال ضد سوريا وضد قواتها المسلحة، وقد تركزت بحسب ما كتب عبد الحليم خدام في أوراقه حول ما يلي:
1 ـ اتهام القطر (سوريا) بعدم المشاركة في القتال.
2 ـ اتهام القطر بالتخلي عن الفلسطينيين.
3 ـ اتهام القوات السورية بالتخلي عن مواقعها للإسرائيليين مما ساعد في محاصرة بيروت".
ويضيف: "اندفع بعض ممثليه (عرفات) في الخارج بشن حملات واسعة من الأكاذيب والافتراءات في الوقت الذي كانت تتطاير فيه جثث العسكريين السوريين في بيروت والجبل والبقاع، بينما كان جماعة عرفات يبحثون عن طريق الفرار من المعركة".
وقال خدام إن هذه "الحملات" تناولت الأسد شخصيا، مثل قول ممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" في الصين، الطيب عبد الرحيم لوكالة الصحافة الفرنسية "إن حافظ الأسد يتلقى أوامره من (رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم) بيغن".