يتمتع الاتفاق الأخير بين الهند وإيران لتطوير محطة "ميناء الشهيد بهشتي" وتشغيلها في ميناء تشابهار الإيراني الاستراتيجي بأهمية جيوسياسية كبيرة، حيث ترى الهند في وصولها إلى آسيا الوسطى، وموارد هذه المنطقة غير الساحلية، وربطها وسائل النقل والتجارة مع الدول الواقعة غرب باكستان، أمرا حيويا لإعلاء مكانتها العالمية.
ومع أن زيادة التجارة مع آسيا الوسطى أمر مهم، فإن أهمية تشابهار بالنسبة للهند لا تتوقف عند الاعتبارات التجارية، وكان ذلك واضحا في تصريحات كبار المسؤولين الهنود حول اتفاق السنوات العشر، التي وصفتها الهند بأنها "طويلة الأجل" بسبب احتمالات تجديدها.
وكان كل من وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال ووزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بازرباش، قد حضر مراسم التوقيع على الاتفاق بين شركة الموانئ الهندية العالمية المحدودة ومنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية لتجهيز وإدارة محطات البضائع العامة والحاويات.
وصرحت وزارة الشحن الهندية في بيان لها يوم 13 مايو/أيار، قائلة: "إن توقيع هذا العقد طويل الأجل سيعزز العلاقات بين البلدين. ويؤكد على أهمية تشابهار كبوابة للتجارة مع أفغانستان ودول آسيا الوسطى على نطاق أكبر".
ونقلت وسائل إعلامية عن بازرباش قوله إن الشركة الهندية ستستثمر 120 مليون دولار أميركي في تجهيز الميناء، مع تخصيص 250 مليون دولار أخرى لتمويل المشاريع.
وشركة الموانئ الهندية العالمية المحدودة هي شراكة بين ميناء "جواهر لال نهرو" وصندوق ميناء "ديندايال" (المعروف سابقا باسم صندوق ميناء كاندلا)، وهي شركة ذات أغراض خاصة أنشأتها الحكومة الهندية عام 2015، لإدارة مشروع محطة "ميناء الشهيد بهشتي".
وذكرت وسائل إعلام هندية أن الهند ورّدت حتى الآن ست رافعات متنقلة خاصة بالموانئ ومعدات أخرى تبلغ قيمتها 25 مليون دولار تقريبا. وتتسم إمدادات الهند من النقد ومعدات الموانئ بأهميتها لإيران في ضوء العقوبات الأميركية، مع أن الشركات والمؤسسات المالية الهندية المشاركة في مشروع تشابهار قد تواجه هي نفسها معارضة أميركية.