لم تحمل قمة المنامة التي جمعت الزعماء العرب مؤخرا في العاصمة البحرينية مفاجآت بخصوص القضية الأهم التي تناولتها: الحرب في غزة وكيفية إنهائها والمستقبل السياسي الفلسطيني على أساس سيناريوهات "اليوم التالي" المختلفة.
قالت هذه القمة الثالثة والثلاثون للجامعة العربية الأشياء المألوفة والمتوقعة بخصوص فلسطين، وأحداث غزة تحديدا، من إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، والمطالبة بوقف إطلاق نار فوري وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والتأكيد على ضرورة تنفيذ حل الدولتين.
لا يملك العالم العربي أدوات ضغط حقيقية على إسرائيل، وهي نقطة ضعفه الكبرى في هذا النزاع كما في معظم النزاعات السابقة مع الدولة العبرية، ولذلك هو يعتمد على تسليط الضغط على الغرب خصوصا الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، ليقوم الاثنان بدورهما بالضغط على إسرائيل.
في هذا الإطار، يحمل حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دلالة خاصة في ظل رأيه المعبر عن إجماع دولي وغربي يتسق مع الفهم العربي بضرورة إيجاد حل سياسي أوسع ودائم للقضية الفلسطينية وليس الاكتفاء بحل مشكلة غزة الحالية بوصفها تحديا أمنيا وإنسانيا، كما تصر الحكومة الإسرائيلية على كامل المشهد المعقد الحالي، إذ قال المسؤول الأممي في خطابه بالمنامة: "ما من وسيلة دائمة لإنهاء مسلسل العنف والاضطرابات سوى الحل القائم على وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، مع القدس عاصمة لكلتا الدولتين".